Wednesday, June 22, 2011

أدب الطريقة الصديقية

أدب الطريقة الصدّ يقيّة
أدب المريد مع الله تعالي
يلزم المريد من الأدب مع ربه أن يكون واقفا مع حدود الشريعة غير متعد لها ولا متهاون فيها و أن يكون مواظبا علي فعل السنن و نوافل الخيرات فبذلك يحظى بحب مولاه ورضاه عنه جاء في حديث قدسي صحيح (وما تقرب إلي عبدي بشيء إلي أحب إلي مما افترضته عليه و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذنى لأعيذنه)، و أن يكون راضيا بما يجريه الله من تصاريف الأقدار ، قال عليه الصلاة و السلام في وصيته لابن عباس رضي الله عنه : " .. و اعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك و ما أصابك لم يكن ليخطئك" ، ولا شك أن
المريد إذا تحقق بهذا و علمه اطمأن قلبه و رضي بما يصرفه في الكون ربه ، و أن يتوجه بسؤاله إلي الله في كل شيء قال تعالي واسألوا الله من فضله و قال عليه الصلاة والسلام إذا سألت فاسأل الله . وفي حديث أخر ليسأل ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وحصل لبعض السلف في معيشته حتى هو أن يطلب من بعض ا خوانه فرأي في منامه قائلا يقول له ، أيحسن بالحر المريد إذا وجد عند الله ما يريد أن يميل بقلبه إلي العبيد ، فاستيقظ وهو أغني الناس قلبا . و أن يكون متأدبا مع الرسول الصلاة و السلام متخلقا بسنته مقدما لها علي كل شيء معظما لأهل بيته وصحابته وهذا لا يحتاج إلي برهان فقد نص الله تعالي في غير آية من القرآن علي وجوب تعظيم رسوله والتأدب في حقه و جعل طاعته طاعة لله تعالي ونفي الإيمان عمن لم يرضي بحكمه وتوعد من خالف أمره بالفتنة والعذاب الأليم.
(أدب المريد مع شيخه)
يلزم المريد من الأدب مع شيخه أن يعظمه ويوقره و ألا يتقدم بين يديه بقول أ و فعل و أن يذب عنه في غيبته وألا يحضر في مجلس ينال فيه من عرض شيخه و أن يستأذنه في الخروج إذا كان حاضرا وألا يخالف ما يشير به عليه
الشيخ إلي غير ذلك مما لذكره محل أخر وهذه الآداب استخرجها الصوفية مما أدب الله به الصحابة في القرآن و أمرهم أن يستعملوها مع النبي عليه الصلاة و السلام و لا شك أن المشايخ خلفا في الإرشاد والتعليم والتهذيب كما قال عليه الصلاة و السلام العلماء ورثة الأنبياء فتلزم هذه الآداب في حقهم بطريق الوراثة ، ولهذا ينبغي ويتأكد في حق
المريد قبل دخوله في الطريق أن يتخير الشيخ الذي تتحقق فيه الوراثة النبوية وذلك بأن يكون عالما بالشريعة متمكنا فيها عالما بالقرآن و السنة لأنه لا إرشاد و لا سلوك إلا بما كان مطابقا للشرع متمشيا مع أحكامه ومن لم يكن متمكنا في العلم متزينا بالاستقامة لا يصلح للإرشاد لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

(أدب المريد مع إخوانه )
يلزم المريد من الأدب مع إخوانه أن يحترمهم و لا يري لنفسه فضلا عليهم ويواسي محتا جهم و يتعاون معهم علي إقامة شعائر الطريق ويتغاضى عمن أخطأ منهم في حقه ويلتمس له العذر في حقه و يلتمس له العذر في ذلك ويحمل حاله علي محمل حسن ويخدمهم بنفسه و إ ذا قابل أحدا منهم بدأه بالبشر و المصافحة و من زل منهم نصحه بالحسنى من غير أن يحتقره أو يشنع عليه ويلزمه من الأدب مع المقدم أن يعظمه و لا يتقدم عليه ويسمع كلامه ويعتبره نائبا عن الشيخ وعلي المقدم أن يعني بمسائل الأخوان و يتعاهد هم بالمذاكرة المرة بعد المرة و يتفقد غائبهم و يسوى بينهم في المعاملة .
(أدب المريد مع المسلمين).
يلزمه من الأدب معهم أن يعاملهم بالصدق ويتواضع معهم من غير أن يطمع في أحد منهم ولا يخافه ولا يخشاه و يسعى في منفعتهم و يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه لقوله عليه الصلاة و السلام لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ،فإذا حافظ المريد علي هذه الآداب و واظب عليها كان موقنا صادقا ونال من الله تعالي ما يبتغيه وفقنا الله جميعا لما فيه الخير و السداد و أنا لنا رضاه إنه جواد كريم ر ؤ ف رحيم .

No comments:

Post a Comment

Blog Archive

About Me

My photo
أحمد فخرانى, جاكرتا الاندونيسى مولدا, القدسى والقاهرى نشأة, الأزهرى منهجا, الشافعى مذهبا, السنّى عقيدة, الصدّيقى سلسلة,الدرقاوى اسنادا, الشاذلى طريقة, النبوى وراثة, المحمدى خليفة, الرحمن عبدا, الرحيم رحمة.

Pages