Tuesday, July 24, 2012

سندي في قراءة القرآن برواية حفص عن عاصم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والشلاة والسلام على رسول الله
أما بعد, فهذه سلسلة سندي في قراءة القرآن برواية حفص عن عاصم

Monday, April 9, 2012

قصيدة يا امام الرسل

يا إمام الرسل يا سـندي أنت باب الله مـعتمدي
فـبـدنـياي و آخـرتي يا رسـول الله خذ بيدي
* * * * *
يا ابن عبد الله يا أَملي يا ملاذَ الخَائف الوجلِ
نظْرة يا أَكْرم الرسلِ وبغَوث حُلَّ لي عقَدي
* * * * *
أنت سر الكَونِ سيده روحه مولاَه أَوحده
عبدكُم مدت لكَم يده مدداً يا صاحب المدد

* * * * *
و عليـنـا زادت المنـة دخـلـنا روضـة الجنة
و صليـنـا بهـا السنة وعـم الكـل بـالنـعم
* * * * *
قسماً بالنجمِ حين هـوى مـا المعافى و السقيم سوى
فاخلع الكونين عنك سوى حب مولى العرب و العجم
* * * * *
أنت بـاب الله و حجته بـك قـد طـالت محجته
كـل عـبدٍ أنت نصرته يـا حبيب الـواحد الأحدِ
* * * * *
وجـهك المحمود حجتنا يـوم يأتي النـاس بالحججِ
و سمـا من أنت حاكمه قـد أتـاه الله بـالـبركِ
* * * * *
مـا رأت عين و ليس ترى مثل طـه في الورى بشراً
خير من فوق السماء سرى طاهر الأخـلاق و الشيم

.........................................

اللهم صلي وسلم وبارك على وحبيبي وقرة عيني

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

Thursday, April 5, 2012

اجازة عامة من الشيخ فاضل الجيلاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام علي رسول الله و علي آله وصحبه ومن اتبع هداه, أمّا بعد
فيقول العبد الفقير الي رحمة الله, الحقير عند حضرة رسول الله, أحمد فخراني بن مروان روسمات, انّنا و الحمد لله قد أجازنا الشيخ محمد فاضل الجيلاني, وهو حفيد الشيخ عبد القادر الجيلاني اجازة عامة في سائر مؤلفات الشيخ عبد القادر الجيلاني.
ودخلت في الطريقة القادرية علي يديه كما أشار فضيلته أن أكون تحت تربية الشيخ رحيم الدين الاندونيسي, وهو المـأذون الخاص لتسليك الطالب في جنوب شرقي آسيا. و جدير بالذكر هنا نسب الشيخ محمد فاضل الجيلاني الي جدّه الشيخ عبد القادر الجيلاني ثمّ الي سيدنا رسول الله.







نسب السادة الكيلانية في ولاية سعرد بتركيا


بسم الله الرحمن الرحيم

"قل لا اسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى"

انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا"

اسد الله الغالب مظهر العجائب امير المؤمنين علي بن ابي طالب ابنه السيد

حسن ابنه السيد حسن المثنى ابنه السيد عبدالله المحض ابنه السيد موســـى

الجون ابنه السيد عبدالله ابنه السيد موسى ابنه السيد داود ابنه السيد محمــد

ابنه السيد يحيى الزاهد ابنه السيد عبدالله الجيلي ابنه السيد ابو صالح موسى

جنكي دوست ابنه غوث الاعظم السيد عبدالقادر الجيلاني ابنه الســــــــــيد

عبدالرزاق ابنه السيد نصر ابنه السيد محمد ابنه السيد احمد نزيل تركيــــا

الذي استشهد و طرح في بئر في مدينة ارزن بين ديار بكر و سعرد ابنه

السيد علي ابنه السيد حسن الذي بنى قرية تيلان في مدينة سعرد و قبره

ظاهر يزار ابنه السيد صفي الدين ابنه السيد احمد ابنه السيد نورالدين ابنــه

السيد حسن ابنه السيد محمد ابنه السيد عبدالقادر ابنه السيد حافظ ابنـــــــــه

السيد عبدالهادي الكبير ابنه السيد عبدالهادي الصغير ابنه السيد محمود ابنه

السيد قاسم الملقب بدرويش نبي ابنه السيد نورالدين ابنه السيد قاســـــــــــم

النوراني ابنه السيد محمد صديق ابنه السيد محمد فائق ابنه السيد محمـــــد

فاضل جيلاني.



هذه شجرة السادات الجيلانيين الحسنيين في قرية تيلان بمحافظة قوتلان من

ولاية سعرد كتبه محمد فاضل جيلاني.

Wednesday, March 21, 2012

سندي في دلائل الخيرات من طريق الشيخ يس الفاداني

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أمّا بعد
فيسرّني أن أذكر هنا سندي في قراءة دلائل الخيرات من طريق الشيخ يس الفاداني, و ذلك بعد أن أجازني الشيخ العلامة محمود سعيد ممدوح اجازة خاصة في دلائل الخيرات, و اجازة عامة في سائر مروياته. فأقول أنا الفقير الحقير أحمد فخراني بن مروان الأزهري قد أجازني الشيخ العلامة محمود سعيد ممدوح عن الشيخ يس الفاداني حيث قال
أروي الدلائل عن شيخ الدلائل بالمدينة المنورة السيد محمد عبد المحسن رضوان بن العلامة السيد محمد رضوان المدني قراءة عليه لجميعها عن أبيه السيد محمد أمين بن أحمد رضوان المدني عن سيدي علي بن يوسف ملك باشلي المدني عن السيد محمد بن أحمد المدغري عن أبي البركات محمد بن أحمد بن أحمد المثنى عن أحمد بن الحاج عبد القادر الفاسي عن أحمد المقرَّي عن أحمد بن أبي العباس الصمعي عن أحمد بن موسى السملالي عن عبد العزيز التباع عن المؤلف العارف بالله السيد محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر سليمان الجزولي الحسني قدس الله سره. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فجزي الله عنّا الشيخين ما هما أهله


Monday, February 20, 2012

سلسلة الأنور النبوية الفخرانية








أهمّ المراجع للاجتهاد

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الحافظ أحمد بن الصديق:يكفي للإجتهاد أن يكون عند طالبيه تفسيران أو ثلاثة،كابن جرير، وابن كثير، والفخر الرازي.
ومن أحكام القرآن: الأحكام لابن العربي، والرازي، والجصاص.
ومن كتب الفقه:الأم للإمام الشافعي، ومدونة سحنون، وشرح المذهب للنووي، والمغني لابن قدامة، وفتح القدير لابن الهمام.
ومن كتب الخلاف وشروح الحديث: المحلى لابن حزم، وفتح الباري، وشرح النووي على مسلم، ونيل الأوطار للشوكاني.
ومن كتب الأصول: الإحكام لابن حزم، والمستصفى للغزالي، وإرشاد الفحول للشوكاني.
ومن كتب القواعد الفقهية: الفروق للقرافي، والأشباه والنظائر لابن نجيم، وللحافظ السيوطي.
ومن كتب الإصطلاح: تدريب الراوي،وشرح الألفية للعراقي،وللسخاوي.
ومن كتب الرجال: الميزان للذهبي ،ولسانه ،وتهذيب التهذيب كلاهما للحافظ.
ومن كتب الصحابة:الإصابة ، و أسد الغابة.
ومن كتب التخاريج: التلخيص الحبير للحافظ ،ونصب الراية للزيلعي .
ومن كتب الحديث: الموطأ ،والصحيحان،والسنن الأربعة، وسنن الدارقطني،وسنن البيهقي ،ومستدرك الحاكم.
ومن المختصرات الجامعة: منتقى ابن تيمية،وبلوغ المرام مع شرحه سبل السلام.
وما زاد فعلى سبيل التوسع،وفيما ذكر كفاية.

_الاقليد_

Friday, January 27, 2012

رُتـَبُ الحِفْظِ عِنـْدَ المُحَدِّثِينَ

رُتـَبُ الحِفْظِ عِنـْدَ المُحَدِّثِينَ

بقلم
المحدِّث العلامة
عبد الله بن الصديق الغماري
رحمه الله تعالى

وأصلها مقال نشر بمجلة دعوة الحق
وقد أثبته في الترجمة التي عملها لنفسه وأسماها
(سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق)
بسم الله الرحمن الرحيم

نقل المناوي في أوائل شرح الشمائل، عن المطرزي قال: "لأهل الحديث مراتب:أولها: الطالب، وهو المبتدي.
ثم المحدث، وهو من تحمل روايته واعتنى بدرايته.
ثم الحافظ، وهو من حفظ مائة ألف حديث متناً وإسناداً.
ثم الحجة، وهو من أحاط بثلاثمائة ألف حديث.
ثم الحاكم، وهو من أحاط بجميع الأحاديث المروية" اهـ.
وأهل الحديث لا يعرفون هذه المراتب، ولا يعترفون بها، لأنها تخالف ما اصطلحوا عليه.
فالطالب هو المبتدئ في كل علم، وليس خاصاً بأهل الحديث.
وفي حديث رواه الطبراني بإسناد ضعيف، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((منهومان لا يشبع طالبهما: طالب علم وطالب الدنيا)).
والحجة من مراتب التعديل، لا الحفظ، وهي فوق الثقة، كما نص عليه الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ، وستأتي عبارته بحول الله.
أما الحاكم، فلا علاقة له بالحفظ ولا التعديل، وإنما هو لقب عائلي لبعض الحفاظ والمحدثين، منهم: أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي الحافظ، صاحب كتاب الكُنـَى وغيره من المؤلفات، توفي سنة 378 هـ، قال الذهبي: وهذا هو الحاكم الكبير.
ومنهم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي النيسابوري الحافظ، صاحب كتاب المستدرك وغيره، ويعرف بابن البيع، توفي سنة 405 هـ، وهو تلميذ الحاكم الكبير.
ومنهم: أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحافظ، يعرف بابن الحذاء وبالحسكاني، أخذ عن الحاكم صاحب المستدرك، وتوفي بعد سبعين وأربعمائة.
ومنهم: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الأسترآباذي المحدث، حدث سنة 432 هـ، ترجم له التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، ولم يذكر تاريخ وفاته.
والعجيب أن المتأخرين تمالؤوا على نقل كلام المطرزي، تقليداً دون تمحيص.
والواقع أن مراتب الحفظ عند أهل الحديث على الوجه الآتي:
مسند، ثم محدث، ثم مفيد، ثم حافظ، ثم أمير المؤمنين في الحديث.

فالمسنِد -بكسر النون- من يعنى بالإسناد من حيث اتصاله أو انقطاعه أو تسلسله بصفة معينة، وإن لم يكن له خبرة بالمتون.
وكان شيخنا العلامة الحسيني الطهطاوي الحنفي مسند هذا العصر بدون منازع، له كتاب "المسعى الحميد إلى بيان وتحرير الأسانيد"، حرر الكلام فيه على الأسانيد الموجودة في نحو أربعمائة ثبت، ونبه على أوهام كثيرة، وقعت في فهرس الفهارس، وكان لا يعرف في المتون كثيراً ولا قليلاً.

والمحدِّث من سمع الكتب الستة والموطأ وسنن الدارمي والدارقطني والبيهقي ومستدرك الحاكم ومسند أحمد، وسمع إلى جانب هذه الكتب ألف جزء حديثي، وحفظ جملة مستكثرة من المتون.
ويكفي عن الحفظ في هذا الوقت أن يراجع الجامع الصغير مرات، حتى تعلق أحاديثه بذهنه، بحيث يستحضر حديثاً منها إذا احتاج إليه، ويشتمل الجامع الصغير على نحو عشرة آلاف حديث، فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع.

والمفيد رتبة استحدثت في القرن الثالث الهجري.
قال الحافظ الخطيب: حدثني محمد بن عبد الله، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، قال: موسى بن هارون سماني المفيد.
قال الذهبي: فهذه العبارة أول ما استعملت لقباً، في هذا الوقت، قبل الثلاثمائة (1)، والحافظ أعلى من المفيد، في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة اهـ.
وممن لقب بالمفيد سوى أبي بكر المذكور:
أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي المؤرخ، روى عن الطبراني وغيره، توفي سنة 382 هـ، اتهمه الخطيب بوضع حديث في فضل أهل الحديث.
قلتُ: لفظ الحديث المشار إليه: (إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر، فيأمر الله جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهو أعلم بهم، فيقول: من أنتم ؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث، فيقول الله عز وجل: ادخلوا الجنة على ما كان منكم، طالما كنتم تصلون علي في دار الدنيا)، رواه الخطيب في التاريخ من طريق محمد بن يوسف الرقي: حدثنا الطبراني، ثنا الدبري، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس رفعه به.
ورواه أبو الحسن الروياني في فوائده، عن عبد الله بن جعفر الجبائري، عن محمد بن يوسف الرقي به، لكن قال: عن معمر عن قتادة عن أنس.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات، من طريق الخطيب، وقال: الحمل فيه على الرقي، وقال الذهبي: وضع على الطبراني هذا الحديث.
ورواه الديلمي في مسند الفردوس، والنميري في الأعلام من طريق آخر، فيه محمد بن أحمد بن مالك الإسكندراني، وهو مجهول.
واقتصر الحافظ السخاوي في القول البديع، على تضعيفه من الطريقين، وهو تساهل منه، رحمه الله، فالحديث موضوع كما قال الخطيب وابن الجوزي والذهبي.
ومما يؤكد وضعه نكارة معناه، وروايته من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس.
وممن لقب بالمفيد: أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي، صاحب معالم السنن وغيره من المصنفات، وهو أحد شيوخ الحاكم صاحب المستدرك، توفي سنة 383 هـ ببلده بست، في أفغانستان.
وأبو سعيد محمد بن علي بن محمد النيسابوري، الخشاب المتوفى سنة 456 هـ.
وأبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي السفار، المتوفى سنة 489 هـ.
وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف اليوسفي البغدادي، المتوفى سنة 548 هـ.
وأبو علي صدر الدين الحسن بن محمد بن محمد بن محمد التيمي البكري الصوفي، المتوفى سنة 656 هـ.
وشمس الدين علي بن المظفر بن القاسم الربعي الدمشقي المتوفى سنة 656 هـ.
ثم المفيد من جمع شروط المحدث، وتأهل لأن يفيد الطلبة الذين يحضرون مجالس إملاء الحافظ، فيبلغهم ما لم يسمعوه، ويفهمهم ما لم يفهموه، وذلك بأن يعرف العالي والنازل، والبدل والمصافحة والموافقة، مع مشاركة في معرفة العلل.
والأصل فيه ما رواه أبو داود والنسائي، عن رافع بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب النسا بمنى حين ارتفع الضحى، على بغلة شهباء، وعلي يعبر عنه.
وفي الصحيح عن أبي جمرة قال: كنتُ أترجم بين ابن عباس وبين الناس.

والحافظ اختلف في تعريفه، بين مشدد ومخفف.
وأعدل التعريفات فيه أنه من جمع ثلاثة شروط:
حفظ المتون، ولا يقل محفوظه عن عشرين ألف حديث.
حفظ أسانيدها، وتميز صحيحها من سقيمها.
معرفة طبقات الرواة وأحوالهم، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون من لا يعرفه أقل ممن يعرفه، حتى إذا قال في راوٍ: لا أعرفه، اعتبر ذلك الراوي من المجهولين.
ويتفاوت الحفاظ بتفاوت كثرة محفوظاتهم وقلتها.
وهذه أمثلة عن ذلك:
قال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث.
وقال يحيى بن معين: كانت كتب ابن المبارك التي حدث بها نحو عشرين ألف حديث.
وقال يزيد بن هارون: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد، ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألفاً، لا أسأل عنها.
وقال أيضاً: سمعت حديث الفتون مرة واحدة فحفظته، وأحفظ عشرين ألفاً، فمن شاء فليدخل فيها حرفاً.
وحديث الفتون طويل، يقع في نحو كراسة.
رواه النسائي في السنن الكبرى، وابن أبي حاتم، والطبري في تفسيريهما، وأبو يعلى في معجمه، كلهم من طريق يزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
قال ابن كثير: وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس مما أبيح له نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره.
وسمعتُ شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك اهـ.
وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد بعد أن عزاه لأبي يعلى: رجاله رجال الصحيح غير أصبغ بن زيد والقاسم بن أبي أيوب، وهما ثقتان اهـ.
قلتُ: وقع في ترجمة أصبغ من الميزان: راوي حديث القنوت، وكذلك وقع في ترجمة القاسم من تهذيب التهذيب، وهو تصحيف.
وقال داود بن عمرو الضبي: كان إسماعيل بن عياش يحدثنا من حفظه، ما رأيتُ معه كتاباً قط، فقال له عبد الله بن أحمد بن حنبل: أكان يحفظ عشرة آلاف حديث ؟ قال: وعشرة آلاف وعشرة آلاف، فقال له أبي أحمد: هذا مثل وكيع.
وقال حرب الكرماني: أملى علينا سعيد بن منصور نحواً من عشرة آلاف حديث من حفظه.
وقال الحافظ أبو بكر بن أبي داود صاحب السنن: حدثتُ من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين ألفاً، ألزموني الوهم في سبعة أحاديث منها، فلما انصرفتُ وجدتُ في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.
وقال الحافظ أبو حفص بن شاهين: أملى علينا ابن أبي داود، ما رأيتُ في يده كتاباً قط، إنما كان يملي حفظاً، وكان يعقد على المنبر، بعد ما عمي، ويقعد دونه بدرجة ابنه أبو معمر بيده كتاب، فيقول له: حديث كذا، فيسرده من حفظه، حتى يأتي على المجلس.
قرأ علينا يوماً حديث الفتون من حفظه، فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك، ما رأيتُ أحفظ منك، إلا أن يكون إبراهيم الحربي، فقال: كل ما يحفظه إبراهيم فأنا أحفظه، وأنا أعرف بالنجوم وما كان يعرفها.
وقال البخاري: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح.
وسأل رجلٌ أبا زرعة الرازي: إنه حلف بالطلاق إنك تحفظ مائة ألف حديث ؟ فقال: تمسك بامرأتك.
وقال أبو زرعة أيضاً: أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث.
وقال الحافظ أبو العباس بن عقدة: أحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها.
وقال الحافظ أبو بكر بن الجعابي: أحفظ أربعمائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة ألف حديث.
وقال أيضاً: دخلت الرقة، وكان لي ثم قمطر من كتب، فجاء غلامي مغموماً، وقال: ضاعت الكتب، فقلتُ: يا بني لا تغتم، فإن فيها مائتي ألف حديث، لا يشكل علي حديث منها، لا إسناده ولا متنه.
ثم الحافظ نوعان:
حافظ على طريقة الفقهاء، كالطحاوي والبيهقي والباجي وابن العربي المعافري والقاضي عياض والنووي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير.
حافظ على طريقة المحدثين، وهم معظم الحفاظ.
والحافظ على طريقة المحدثين أكثر حفظاً، وأوسع رواية، وأعرف بأحوال الرجال وطبقاتهم، وأدرى بقواعد التصحيح والتضعيف، لتمكنه في معرفة العلل وغرائب الأحاديث.

وأمير المؤمنين في الحديث هي الرتبة العليا في الحفظ، لا رتبةَ فوقها.
واستحدثت هذه الرتبة في المائة الثانية للهجرة.
قال الحافظ السيوطي في التدريب: كأن هذا اللقب مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم ارحم خلفائي))، قيل: ومن خلفاؤك ؟ قال: ((الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي))، رواه الطبراني وغيره.
قلتُ: هذا الحديث رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل، والطبراني في المعجم الأوسط، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، والخطيب في شرف أصحاب الحديث، كلهم من طريق أحمد بن عيسى العلوي، أخبرنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس قال: سمعتُ علي بن أبي طالب يقول: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم ارحم خلفائي)) قلنا: يا رسول الله ومن هم ؟ قال: ((الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي ويعلمونها الناس)).
أحمد بن عيسى الهاشمي العلوي نقل الذهبي في ترجمته من الميزان عن الدارقطني أنه قال فيه: كذاب، وحكم الذهبي ببطلان هذا الحديث، بعد أن ساقه بإسناد الرامهرمزي.
وقال الحافظ الزيلعي في نصب الراية: وقد روى الحافظ أبو محمد الرامهرمزي في أول كتاب المحدث الفاصل حديثاً موضوعاً لأحمد بن عيسى، هو المتهم به، وذكر هذا الحديث.
ورواه الخطيب في شرف أصحاب الحديث من طريق عبد السلام بن عبيد، حدثنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد به.
عبد السلام بن عبيد قال ابن حبان: يسرق الحديث، ويروي الموضوعات.
وسرقة الحديث: أن يعمد الراوي إلى حديث معروف من طريق معين، فيرويه من طريق آخر.
مثاله: روى الليث ويونس عن الزهري، عن أنس حديث (( من كذب علي متعمداً ..)) الحديث، رواه عبد السلام هذا عن سفيان بن عيينة عن الزهري، فحوله من رواية الليث ويونس إلى رواية ابن عيينة، وهذه سرقة.
وروى ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة حديث: ((لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين))، سرقه عبد السلام فرواه عن ابن عيينة عن الزهري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
وعبد السلام هذا روى عنه أبو عوانة في صحيحه، كأنه لم يعرف حاله.
ولحديث الخلفاء طريق آخر، أخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث، من طريق أبي الصباح عبد الغفور عن أبي هاشم الرماني، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ألا أدلكم على آية الخلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء قبلي ؟ هم حملة القرآن والأحاديث عني وعنهم في الله ولله عز وجل)).
عبد الغفور قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث، وقال ابن عدي: ضعيف منكر الحديث.
ولا شك أن أهل الحديث نواب عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ أحاديثه ونشر سنته، فهم خلفاؤه.
ولهذا سمي بعضهم أمير المؤمنين في الحديث.
كما أن الخلفاء الحكام سموا أمراء المؤمنين لنيابتهم عنه في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحماية بيضة الإسلام، وليس كل عالم أو فاضل أو صاحب رأي يصلح لخلافة الحكم، بل يشترط فيمن يتولى هذا المنصب الخطير، شروط مفصلة في كتب الفقه الإسلامي، كذلك ليس كل حافظ يستحق لقب أمير المؤمنين في الحديث، وإنما يستحقه من توفرت فيه الشروط الآتية:
1- شدة الإتقان والضبط بنوعيه: ضبط صدر، وضبط كتاب.
2- التبريز في العلل، أو الرجال.
3- أن يؤلف كتاباً له قيمته العلمية، كبير الأثر في موضوعه، أو يتخرج به حفاظ مهرة.
ولعزة اجتماع هذه الشروط في شخص لم ينل هذا اللقب من الحفاظ على كثرتهم إلا نفر قليل منهم، لا يتجاوز عددهم عشرين نفساً.

منهم الإمام مالك بن أنس، قال يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين: مالك أمير المؤمنين في الحديث، على أنه لم يكن واسع الحفظ، لأنه لم يرحل إلى البلدان والأقطار، كما رحل غيره من الحفاظ، ولم يبارح المدينة المنورة إلا للحج ثم رجع، وبسبب ذلك فاته حديث كثير.
لكنَّه شديد الإتقان، بالغ التحري، مبرزاً في نقد الرجال.
قال الترمذي في العلل: سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري قال: سمعتُ معن بن عيسى يقول: كان مالك بن أنس يشدد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الياء والتاء، ونحو هذا.
وروي أيضاً عن علي بن المديني قال: قال يحيى بن سعيد القطان: ما في القوم أصح حديثاً من مالك بن أنس، كان مالك إماماً في الحديث.
وقال علي بن المديني عن سفيان بن عيينة: ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم.
وقال يحيى بن معين: كل من روى عنه مالك فهو ثقة إلا عبد الكريم.
قلتُ: عبد الكريم هذا، هو ابن أبي المخارق –بضم الميم-، أبو أمية البصري المعلم.
قال ابن عبد البر: لا يختلفون في ضعفه، غرَّ مالكاً منه سمته، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه، ولم يخرج عنه حكماً، بل ترغيباً وفضلاً اهـ.
وقال الحافظ ابن سيد الناس في شرح الترمذي: لكن لم يخرج عنه مالك إلا الثابت من غير طريقه، ((إلا لم تستح فاصنع ما شئت)) ووضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وقد اعتذر لما تبين له أمره، وقال: غرني بكثرة بكائه في المسجد اهـ.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلتُ لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء.
وقال ابن حبان: كان مالك أول من انتقد الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة اهـ.
وكتابه الموطأ من كتب السنة النافعة، مدحه الإمام الشافعي بكلمته المعروفة: ما على ظهر الأرض بعد كتاب الله أكثر صواباً من موطأ مالك.
وأثنى عليه غيره من العلماء ثناءاً كبيراً، لا حاجة إلى الإطالة بذكره، لشهرته وانتشاره في شروح الموطأ وغيرها من كتب السنة، ولولا ما فيه من المرسلات والبلاغات ما تقدم عليه الصحيحان ولا غيرهما.
ولم يقدره المالكية حق قدره، حيث قدموا عليه المدونة عند التعارض(2) ، مع أن القواعد الأصولية والحديثية توجب تقديمه لأمور:
1- أن الموطأ كتبه الإمام بيده، ونقحه في مدى أربعين سنة، والمدونة ليست كذلك، لأنه لم يكتبها ولم ينقحها.
2- أن الموطأ رواه عن الإمام عدة مئات من العلماء، فهو منقول بالتواتر، والمدونة ليست كذلك، بل تفرد بها ابن القاسم.
3- أن من جملة رواة الموطأ أصحاب مالك المدنيين، وهم الذين لازموه إلى وفاته، وابن القاسم الذي بنيت المدونة على رواياته فارق مالكاً قبل مماته بعشرين سنة، والملازم للشيخ مقدم على المفارق له.
4- أن أقوال الإمام في الموطأ مصحوبة بدليلها من آية أو حديث أو أثر، والأقوال المنسوبة إليه في المدونة عارية عن الدليل.
ولتفصيل هذا البحث موضع غير هذا.

ومنهم إمام الحفاظ، وجبل العلم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صاحب الصحيح.
قال عنه شيخه علي بن المديني: ما رأى مثل نفسه.
وقال ابن خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري.
كان واسع الحفظ والرواية، شديد الإتقان، مبرزاً في علم العلل.
قال محمد بن حاتم وراق البخاري: سمعتُ حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان البخاري يختلف معنا إلى السماع، وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أياماً، فكناً نقول له، فقال: إنكما قد أكثرتما عليّ، فاعرضا عليَّ ما كتبتما، فأخرجنا إليه ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشرة ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم ما كتبنا من حفظه، فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
وقال الحافظ أحمد بن نصر الخفاف: محمد بن إسماعيل أعلم في الحديث من أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، بعشرين درجة.
وقال الترمذي: لم أر أحداً بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد، أعلم من محمد بن إسماعيل.
وكتابه الجامع الصحيح أجل كتب الإسلام، وأصحها بعد القرآن، أجمعت الأمة على تلقيه بالقبول، وأجله العلماء الفحول، له عند الحفاظ هيبة، وفي قلوبهم رهبة.
ذكر الحافظ الذهبي في الميزان حديثاً في الجامع الصحيح، تكلم في راويه وقال: لولا هيبة الجامع الصحيح لعددته من منكرات خالد.
وقال الحافظ أبو الحسن بن المفضل المالكي، شيخ المنذري: الراوي إذا احتج به الشيخان أو أحدهما فقد قفز القنطرة.
على أن مسلماً تلميذ البخاري وخريجه يعترف بفضله، ويغترف من فيض علمه، حتى قال الدارقطني: لولا البخاري لما راح مسلم ولا جاء.
وروى الحاكم في تاريخ نيسابور عن أبي حامد أحمد بن حمدون قال: سمعتُ مسلم بن الحجاج، وجاء إلى البخاري، فقبَّل ما بين عينيه وقال: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين، ويا طبيب الحديث في علله.
ثم سأله عن حديث رواه عنه في كفارة المجلس، فأجابه البخاري عنه وبيَّن علته.
وكتابه التاريخ الكبير يقول عنه أبو أحمد الحاكم: كتاب لم يسبق إليه، ومن ألَّف بعده شيئاً من التاريخ أو الأسماء أو الكنى لم يستغن عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه، ومنهم من حكاه عنه، فالله يرحمه، فإنه الذي أصَّل الأصول.

ومنهم الإمام الحافظ المتقن أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.
قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والورع، وإماماً في القراء والنحويين، أقمتُ ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مؤلفات يطول ذكرها، فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله.
وقال الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة، مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب.
وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي: أحسن الناس كلاما ًعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: علي بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.
وقال الحافظ البرقاني: كان الدارقطني يملي على العلل من حفظه، وأنا الذي جمعتها، وقرأها الناس من نسختي.
قال الذهبي: وإذا شئتَ أن تتبين براعة هذا الإمام الفرد، فطالع كتاب العلل له، فإنك تندهش ويطول تعجبك.

ومنهم شعبة، ومحمد بن إسحاق، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن يحيى الذهلي، وإسحاق بن راهويه، والحافظ ابن حجر، وهو ختامهم، لم يأتِ بعده من نال هذه الرتبة، وإن كان في تلامذته حفاظ كالسخاوي والديمي والسيوطي، لكنه لم يدركه وإنما تتلمذ على كتبه وانتفع بها كثيراً، وهو يعتبر خاتمة الحفاظ بالمعنى المصطلح عليه عند أهل الحديث، ومن وصف بعده بالحافظ كالسيد مرتضى الزبيدي شارح الإحياء فذلك على سبيل التوسع في العبارة.
وكان صديقنا العلامة المرحوم الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي يصف ابن طولون الحنفي بالحافظ، وناقشتُه في ذلك فقال: إن مروياته كثيرة.
وهذه مغالطة؛ لأن كثرة المرويات إنما تعتبر في الحافظ بشرط أن تكون مسموعة له، ومرويات المتأخرين كابن طولون إنما هي بالإجازة، والغرض منها بقاء سلسلة الإسناد، والتبرك برجال السلسلة، كما قال الحافظ السخاوي: إنه لبس الخرقة الصوفية تجاه الكعبة المشرفة تبركاً برجالها الصالحين، وإن كان يعتقد أن سندها منقطع.
ولما كنتُ أدرس العلم بجامعة القرويين أعاد الله مجدها، علمتُ أن رجلاً عامياً يروي بالإجازة عن أبيه عن جده عن السيد مرتضى، فذهبتُ إليه واستجزتُه فأجاز لي، مع أن لي رواية عن السيد مرتضى بواسطة شيوخ كثيرين، منهم بالمغرب شقيقي أبو الفيض، والشيخ عبد الحفيظ الفاسي، والشيخ المكي البطاوري، والشيخ فتح الله البناني، رحمهم الله وأكرم مثواهم.

طَـنْجَـة
عبد الله بن الصديق

Tuesday, January 17, 2012

سندى فى قراءة الحكم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أمّا بعد, فيقول العبد الفقير الى رحمة الله, الحقير عند حضرة رسول الله, أحمد فخرانى بن الحاج مروان روسمات, لقد حضرنا فى مجلس العلامة الصوفى محمد أبو الهدى اليعقوبى فى الحكم العطائية بالجامع الأزهر الشريف. و منحنا و سائر الطلاب الحاضرين بالاجازة. و بعد أن تثبّتنا فى ثبت الأمير الكبير وجدنا سلسلة السند المتّصل الى مؤلّف الحكم. فنقول أجازنا الشريف محمد أبو الهدى بن ابراهيم اليعقوبى عن السيد المكى عن فالح الظاهرى عن على بن عبد الحقّ القوصى عن الأمير الكبيرعن شيخه الصعيدى عن شيخه ابن عقيلة عن الشيخ حسن العجيمى عن العارف القشاشى باجازته عن الشمس محمد الرملى عن شيخ الاسلام زكريا الأنصارى عن العزّ بن الفرات عن تاج الدين السبكى عن أبيه عن المؤلّف تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندرى

جزى الله عنّا الشيخ اليعقوبى ما هو أهله

انتسابنا الى أئمّة أهل السنّة والجماعة -الأشعريّة-

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين و على آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد, فيقول العبد الفقير الى رحمة الله, الحقير عند حضرة رسول الله, أحمد فخرانى بن الحاج مروان روسمات, بالاضافة الى ما ذكرنا من أسانيدنا فى أهمّ العلوم الاسلامية, جدير بالذكر أيضا ما لدينا من اتصال الى أئمة أهل السنّة والجماعة تحت راية الأشعريّة. وذلك من طريق انتسابنا الى العلامة السيد محمد علوى المالكى الحسنى رحمه الله. اجازة من ولده السيد أحمد نيابة عنه. وبهذه الاجازة نقول نتمسّك بعقيدة أهل السنّة والجماعة فهما و تفهيما و تبركّا بما أجازنا السيد أحمد بن السيد محمد علوى المالكى عن أبيه عن الشيخ محمد عبد الله ابراهيم العاقورى عن البرهان ابراهيم الباجورى عن الأمير الكبير عن شيخه الصعيدى عن شيخه ابن عقيلة عن الشيخ حسن العجيمى عن العارف القشاشى باجازته عن الشمس محمد الرملى عن شيخ الاسلام زكريا الأنصارى عن التقي محمد بن محمد بن فهد عن مجد الدين اللغوي عن سراج الدين القزويني عن القاضي بن أبي بكر محمد بن عبد الله التفتازاني عن شرف الدين أبي بكر محمد بن عبد الله الهروي عن الفخر الرازي عن والده ضياء الدين عن أبى القاسم سليمان بن ناصر الأنصارى عن امام الحرمين عن أبى القاسم الاسفرايني عن الأستاذ أبى اسحاق الاسفرايني عن أبى الحسن الباهلى البصرى عن أبى الحسن على بن اسماعيل الأشعرى.


فجزى الله عنّا السيد محمد علوى المالكى ما هو أهله


Tuesday, January 10, 2012

الزاوية والمجتمع القبلي والمخزن

الزاوية والمجتمع القبلي والمخزن
(الزاوية الدرقاوية نموذجا)
 تمهيد :
يقال : "إذا كانت بلاد المشرق هي بلاد الرسل والأنبياء، فإن بلاد المغرب هي أرض الصالحين والأولياء". هذه المقولة لم تولد من فراغ وإنما لها مبرراتها وبراهينها الواقعية والموضوعية المتمثلة أساسا في أركيولوجيا الزوايا والرباطات والأضرحة والمشاهد والمزارات التي تؤرخ لأولياء الله الصالحين في المغرب الذين احتضنتهم الأراضي المغربية بكل طبقاتهم ومقاماتهم جيلا بعد جيل وقرنا بعد الآخر، فغطوا بواديها وحواضرها، وملؤوا جبالها وسهولها، وعمروا شمالها وجنوبها وشرقها وغربها؛ وبذلك صارت الزوايا مدخلا من المداخل الرئيسة في حفريات ماضي المغرب بكل عناصره ومكوناته المادية والمثالية نظرا إلى تجذرها في أعماق المجتمع والدولة؛ بحيث لا يمكن فهم هذا الماضي دون استحضار هذا العنصر الذي ظل بمثابة نهر مسترسل يغذي باقي الحقول المعرفية الأخرى عبر روافد حية وقوية ساهمت في بلورة جزء كبير من مظاهره وقضاياه، وخاصة في بعض المناطق والجهات المغربية التي اعتبرت بمثابة مستنبت لشيوخ الزوايا ورجال التصوف وأهل المقامات والطرق، كما نلمس ذلك في جنوب شرق المغرب وخاصة بمنطقة تافيلالت.
 
2- الزاوية وجغرافية المقدس في المغرب

يعتبر استقصاء الزوايا المغربية حلقة من حلقات أركيولوجيا جغرافية المقدس في بلاد المغرب، سواء ما بعد التواجد العربي الإسلامي في بلاد الأطلس، أو ما قبله؛ لأن المزارات والمشاهد والأضرحة المتواجدة بالأراضي المغربية لا تقتصر فقط على الفترة الإسلامية؛ بل سبقتها بقرون مطولة؛ بحيث تسجل لنا الأعمال التي تؤرخ لهوية وذاكرة المجتمع المغربي ما قبل الفتح العربي الإسلامي، أن المجتمع الأمازيغي ظل دوما مرتبطا بعدد لا يستهان به من المزارات المقدسة، منها ما هو وثني، ومنها ما هو يهودي، وقليل ما هو يسوعي
([1]). وما زالت بعض المناطق المغربية لحد الآن تؤرخ لجغرافية المقدس ما قبل الإسلام كما هو معلوم في منطقة أسجن بشمال المغرب قرب مدينة وزان، وأيضا في موكَادور (الصويرة) وفي مدينة سجلماسة التاريخية؛ حيث يتقاطر على هذه المناطق آلاف اليهود سنويا من أجل التبرك بمزاراتها ومشاهدها.

الخلفيات التاريخية للزوايا في المغرب ما قبل درقاوة ارتبط ظهور الزوايا في المغرب الإسلامي أساسا بظروف سياسية وتاريخية واجتماعية خاصة، كالفراغات السياسية التي كانت تنتج عن غياب السلطة المخزنية المركزية، أو تعرض البلاد إلى كوارث طبيعية مزلزلة كموجات القحط والجراد والفيضانات، أو تعرض المجتمع لتهديدات خارجية حقيقية مشرقية وأوربية؛ فاستغل أهل الطرق وشيوخ الزوايا مختلف هذه الأوضاع في المغرب، وتحركوا من أجل تعبئة المجتمع واستنهاضه ضد ما يحدق به من أخطار. فاعتبرت مؤسسة الزاوية خاصية من خصائص تاريخ المغرب الذي لا يمكن تناول أية فترة منه، أو أي حدث من أحداثه، دون أن نأخذ بعين الاعتبار حضور الزاوية والطرق في تشكيل جزء كبير منه، وهو ما جعل الكتابات التاريخية حول المغرب تبقى متفطنة ومدركة ما لهذا المعطى من أهمية في تفسير الكثير من الظواهر والقضايا التي يحفل بها التاريخ المغربي، معتبرة أن الطرقية تبقى منذ قرون الشكل الأكثر عمومية والأكثر شعبية والأكثر حيوية في المغرب الإسلامي
([2])، منذ أن اختمر الفكر الطرقي في البلاد المغربية وتجذر في أوساطه الشعبية بواسطة الطريقة الشاذلية على يد مؤسسها الأول أبي الحسن علي الشاذلي في القرن 13م
([3])، فازداد دور الزوايا أهمية في تاريخ المغرب بعد القرن 14م بفعل ضعف السلطة المركزية المخزنية المرينية والوطاسية من جهة، وبفعل الهجمات المسيحية الأيبيرية على الأراضي المغربية من جهة ثانية، وما كان لها من وقع في نفوس المغاربة الذين وجدوا في أهل الزوايا متنفسا لهم لقيادة عملياتهم الجهادية ضد الاحتلالات الأجنبية المتواصلة، ومن ثم بات من الصعب الفصل بين الديني والسياسي لدى هذه الزوايا وخاصة بعد ظهور الطريقة الجزولية التي أسسها زعيمها محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر الجزولي المتوفى عام 1465م/870هـ
([4])، والذي ساند قيام الإمارة السعدية وكان من البدائل الهامة التي اعتمدها المغاربة للخروج من هول الصدمة الأيبيرية
([5]) بعد احتلال العديد من المدن والمناطق المغربية كأﮔـادير(1405م) ومليلية(1509م) وسبتة (1415م) وغيرها
([6]). ترك الشيخ الجزولي العديد من المريدين والأتباع؛ مثل عبد العزيز التباع الذي يعد كبير تلامذته، وهو من الرجال السبعة في مراكش(ت.1508م). كما ظهر في نفس الفترة الشيخ زروق الذي كان حيا إلى غاية 1519م، والذي أسس الطريقة الزروقية. ومن بعده ظهر الشيخ مولاي عبد الله الشريف مؤسس الزاوية الوزانية، وهو من أحفاد يملح بن مشيش، الذي صادف ظهوره قيام الدولة العلوية بتافيلالت، وتوفي عام 1678م
([7])، والذي لم تكن طريقته سوى طريقة سلفه مولاي عبد السلام بن مشيش وتلميذه أبي الحسن علي الشاذلي. وفي العهد العلوي أيضا ظهرت بالمغرب" ثلاث طرق صوفية متتابعة اكتسحت الأرض كالأمواج المتوالية وغطت مجموع جهات المغرب، وهي: الناصرية والدرقاوية والتجانية"
([8]). كان للزاوية أدوار كثيرة في المجتمعات المغربية؛ كتفقيه الناس في أمور دينهم من خلال دروس الوعظ والإرشاد، وتلقينهم مفاهيم الطريقة من حيث الأوراد والأذكار التي تميزها عن باقي الطرق الأخرى، بجانب هذه المهام الدينية كانت الزاوية تقدم دروسا في الآداب والحكمة. أما في المناطق التي بها تمثيل ضعيف للسلطة المخزنية أو غياب لهذه السلطة، فإن الزوايا كانت تقوم فيها بالأدوار التحكيمية في النزاعات والخلافات بين القبائل
([9])، وكانت تملأ الفراغ السياسي الذي يخلفه غياب السلطة المخزنية وخاصة في المناطق الحدودية النائية؛ مثل مناطق الجنوب الشرقي؛ بحيث لعبت الزوايا هناك أدوارا طلائعية في تأطير السكان واستنهاضهم ضد الغزو الفرنسي للأراضي المغربية، كما كان للزاوية حضور هام في تحديد مجالات الرعي والانتجاع وتوزيع المياه في المناطق الصحراوية، وبذلك فالزاوية تم الاعتراف بها كمكان مقدس، له حرمة لا يمكن انتهاكها بأي حال من الأحوال، فظلت قبلة للملهوفين، وملجأ آمنا للهاربين والفارين من التسلط المخزني أو من العقوبات الثقيلة المفروضة عليهم، الشيء الذي جعل الزوايا ذات حساسية كبيرة بالنسبة إلى ممثلي المخزن؛ كالخلائف والعمال والقياد، الذين بدأوا يتقربون منها لاستغلالها في ضبط مجالاتهم القبلية، فظل شيخ الزاوية دوما آلية من آليات استمرار قياد المخزن في القيام بوظائفهم؛ لأنه يضفي عليهم نوعا من الشرعنة، ويزكيهم لدى السلطان وخليفته ما دام هؤلاء الصلحاء والمرابطون يتوافرون على تزكية دائمة من خلال ظهائر التوقير والاحترام التي كان يخصهم بها سلاطين وملوك الدولة المغربية من حين لآخر
([10])، إدراكا منهم للأدوار الحيوية التي تلعبها هذه المؤسسات بالنسبة إلى دعم السلطة المركزية في المجالات القبلية، التي كان من الصعب على المخزن اقتحامها لولا هذه الزوايا التي أسهمت في تحقيق الوحدة السياسية للبلاد في ظل التواجد المخزني، وخاصة بعد التغلغل الأجنبي في المغرب
([11])، إلى درجة أن بعض شيوخ الزوايا تحولوا إلى قياد مخزنيين؛ كما كان الحال مع شيخ زاوية تازروالت ابن الحسين بن هاشم، الذي عينه السلطان مولاي الحسن قائدا على منطقة تازروالت عام 1886م/ 1304هـ، وبذلك استطاع التحكم في مجال قبلي ضخم وصعب المراس، يتكون من عدة قبائل غاية في الخطورة؛ مثل قبائل ماسا، وقبائل آيت باعمران، وقبائل مجاط، وأهل الساحل، وإيدا وطيط، وقبائل أخصاص، وغيرها
([12])، ونفس الشيء قام به السلطان المولى الحسن الأول تجاه الزاوية الناصرية عندما عين عليها الشيخ محمد الحنفي لمساعدته على ضبط الشؤون الدرعية
([13]).
الزاوية الدرقاوية: النشأة والتوسع
تعود الجذور التاريخية للزاوية الدرقاوية إلى القرن 18م/12هـ، وذلك منذ تأسيسها في شمال المغرب بمنطقة أمجاط من قبل مؤسسها الأول، وهو مولاي العربي الدرقاوي، شريف من أصل بني زروال، عاش في الفترة ما بين1732م/1150هـ و1823م/1239هـ
([14]). يطلق اسم درقاوة على كافة أتباع الزعيم الروحي للطريقة الدرقاوية أبي عبد الله محمد بن يوسف أحد شرفاء الآدارسة، والذي كان يعرف أيضا بـ"بودرقة"؛ أي صاحب الدَّرَّاقة، وهي واقية تقيه من السهام أثناء المعامع والحروب، فكان دوما ملازما لهذه الدراقة إلى أن توفي على ضفاف نهر أم الربيع بالشاوية في المنطقة المعروفة ببلاد تامسنا
([15]).
منذ أن تأسست هذه الزاوية في المغرب، انخرطت بقوة في الحقل الديني، قبل أن تمزج ما بين السياسي والاجتماعي والروحي على خلفية الأحداث التي عرفها المغرب والجزائر خلال النصف الأول من القرن 19م/13هـ، وخاصة التدخل الفرنسي في الجزائر 1830م/1246هـ، وتحرش السلطات الفرنسية بالبلاد المغربية، في وقت بدا فيه المخزن دون مستوى المرحلة، بعدما انهزم أمام القوات الفرنسية في معركة إيسلي (1844م) والتي كانت فيها الخسارة على كل الأصعدة، والتي أعطت، أيضا، الضوء الأخضر لباقي مكونات المجتمع لسد الفراغ المهول الذي بات يفرزه الضعف المخزني، سيما بعد التنازلات الخطيرة التي قدمتها السلطة المخزنية للمحتلين الأجانب من خلال اتفاقية للامغنية 1845م/1262هـ؛ مما جعل الزوايا تتعملق في المجتمع وتتجذر في أنسجته، فالتفّت العديد من الشرائح الاجتماعية حول المتصوفة وأهل الطرق والزوايا، وخاصة الزاوية الدرقاوية التي أعلن ممثلوها ( شيوخ، مريدون، أتباع، طلبة، متعاطفون…) عن رفضهم القاطع لتفويت أجزاء من بلاد الإسلام إلى السلطات المسيحية في الجزائر، وبهذا الموقف الراديكالي غير القابل للتململ تجاه النصارى صار مد الزاوية قويا، فوصل صيتها وإشعاعها إلى بلاد الجزائر نفسها؛ بل تعدى القطر الجزائري فتبناها أهالي تونس، ثم أهالي طرابلس وحتى المصريون، وأكثر من ذلك، صارت من بين الطرق الأكثر شعبية في بلاد الحجاز؛ وهو ما أكسب المقيمين عليها حرمة كبيرة وهيبة عظيمة في الأوساط الشعبية وداخل الدوائر السياسية العليا للسلطة المخزنية نفسها، التي باتت تأخذها على محمل الجد، وتعاملها كطرف له وزنه في الساحة السياسية، ويلعب دورا طلائعيا في تأطير الجماهير وضبطهم، ومن ثم بدأت السلطة المركزية تفكر في كيفية مهادنتها واحتوائها
([16]).
تعد الطريقة الدرقاوية مذهبا صوفيا سنيا لا يشترط الخلوة والانزواء في المغارات والكهوف، ولا يقر الانطواء على الذات في قمم الجبال وتخوم الفيافي، كما أنها طريقة لا تعول على الممارسة الماضوية، ولا تقبل بمظاهر الشعوذة والابتداع والمروق عن المذهب السني؛ بل هي طريقة واقعية تؤكد على عبادة الله بالشكل الصحيح، وخشيته سرا وعلانية، كما تلتزم بالتباع النبي محمد (ص) في أفعاله وأقواله وتقريراته، والتشبث بسنته، والتحلل من أمور الدنيا، والرضا بقدر الله وقضائه، والتوكل عليه وحده في السراء والضراء. أما كل من حاد عن هذا الخط، وخالف هذا النهج، فهو لا ينتسب إلى هذه الطريقة لا في الشكل ولا في الجوهر؛ وبذلك يظهر أن الدرقاوية استضمرت الملامح الكبرى للطريقة الشاذلية التي انتشرت في المغرب منذ القرن 13م على يد شيخها أبي الحسن علي الشاذلي، تلميذ مولاي عبد السلام بن مشيش
([17])، والذي يعود إليه الفضل في تفريخ عدد هائل من الزوايا والطرق الصوفية في المغرب تسير على النهج الشاذلي.
انتقال الفكر الدرقاوي إلى جنوب شرق المغرب:
راهنت الزاوية الدرقاوية كثيرا على مفهوم الجهاد، والاعتزاز بالإسلام والموت من أجل حماية داره والحفاظ عليه، فانتقل ثقلها من المناطق الداخلية للمغرب إلى المجالات الحدودية؛ كما هو الحال في جنوب شرق المغرب، في ظرفية صعبة وعسيرة اتسمت بالتحولات الدولية التي أثرت بشكل واضح على المغرب، وخاصة المنافسة المسعورة بين الدول الأوربية حول المستعمرات في إفريقيا وآسيا، فبدأت الإيالة الشريفة تخضع لضغوط استعمارية على شتى الأصعدة، واتخذ المستعمر عدة وسائل وأساليب للتوغل في بلاد المغرب كالوسائل المالية والتجارية والدبلوماسية والدينية( التبشير) وحتى العسكرية، للضغط على السلطة المخزنية من أجل تقديم المزيد من التنازلات تجاهه والقبول بمخططاته وإملاءاته، وخاصة بعد احتلال الفرنسيين للجزائر عام 1830، وشروعهم في توسيع مستعمرتهم الجديدة غربا على حساب التراب المغربي. كان ذلك من بين العوامل الحاسمة في استقطاب الفكر الطرقي جنوب شرق المغرب، وتكتل القبائل حول شيوخ الزوايا وأهل الطرق هناك من أجل مجابهة الفرنسيين والتصدي لهم
([18])؛ ومن أهم الطرق التي بات لها حضور وازن في تلك المجتمعات القبلية، نجد الطريقة الدرقاوية التي أصبح لها وجود وحضور مؤسساتي، وخاصة في منطقة مدغرة التي تعتبر صاحبة الفضل الأول في انتقال الفكر الدرقاوي من شمال المغرب(فاس) نحو الجنوب الشرقي وذلك عن طريق ابن القاضي المدغري الشهير، سيدي محمد بن الهاشمي. هذا الابن هو سيدي محمد بن العربي
([19]) المزداد بقصر مدغرة عام 1801م/1216هـ، وينحدر من أسرة شريفة لها مكانتها المتميزة ضمن باقي أهالي منطقة مدغرة والرتب وقصر السوق وكل التجمعات السكانية على ضفتي زيز الأعلى والأوسط
([20]).
تفيد الروايات التاريخية أن سيدي محمد بلعربي توجه إلى جامع القرويين بفاس للتبحر في العلوم والاحتكاك بأهل الصنائع وفطاحل الشيوخ. وبعد دراسته في العاصمة العلمية لمدة طويلة عاد إلى بلاد مدغرة، على الضفة اليسرى لزيز الأوسط وهو يتحرق شوقا لنشر ما تيسر له من العلم والمعرفة بين أهاليه، سيما وأنه تأثر في فاس بالفكر الصوفي الدرقاوي، فأسس قرب مسقط رأسه زواية رحمة الله الدرقاوية، ثم أسس زاوية ثانية في تافيلالت جنوب السفالات وهي زاوية ﮔـاوز قرب قصر تينغراس التاريخي، فاتخذ سيدي محمد بلعربي زاوية رحمة الله مقرا له، وعُرف بـ"الرجل الصالح الناصح المخلص العابد الزاهد الداعي إلى ربه بقلبه وقالبه…وكان من التواضع وعدم الاستشراف للرياسة بالمكانة التي يغبط عليها…فقد كان هذا الشريف كله غيرة وشعلة نار في وجوه المستعمر وهو من عباد الله الصالحين"
([21])، ولهذه المكانة العلمية والروحية والخصال العالية، صار لسيدي محمد بلعربي في المنطقة صيت قوي، جعل الطلبة والمريدين يتوافدون عليه من كل ضواحي الجنوب الشرقي المغربي، ومنهم من كان يتقاطر عليه من جنوب غرب الجزائر المحتلة؛ بل إن شهرة هذا المتصوف المدغري الدرقاوي سرعان ما طفقت الآفاق ووصلت إلى بلاد الكنانة وبلاد ما بين النهرين؛ إذ وفد عليه أهالي بغداد في زاوية رحمة الله للأخذ عنه والاغتراف من مناهله، فصار وحيد منطقته على مستوى الأتباع والشهرة، كما أضحى تلامذته يعدون بالآلاف
([22]).
أصبحت الزاوية الدرقاوية أهم مكون للحقل الصوفي والمشهد السياسي في جنوب شرق المغرب، وصارت مؤهلة للعب أدوار حاسمة في الدعوة إلى الجهاد ومكابرة الأعداء المسيحيين، إلى حد أن إشعاعها الروحي ونفوذها السياسي ألقيا بظلالهما على الأدوار المخزنية في مجتمعات الجنوب الشرقي؛ لذلك لم تتوان السلطة المخزنية بتافيلالت في مغازلة الزاوية الدرقاوية في ﮔـاوز
([23])، وخاصة بعد ما انتقل ثقلها إلى داخل القصور الفيلالية، وبات لها العديد من الأتباع هناك، فلم يعد بالإمكان الفصل بين أدوارها السياسية والروحية
([24]) بعد ما اتضحت النوايا السيئة للأوربيين تجاه المغرب غداة حربي إيسلي وتطوان، وما وازاهما من اتفاقيات ومعاهدات مذلة للسيادة المغربية؛ مثل معاهدة للا مغنية 1845م والاتفاقية المغربية الإنجليزية 1856م والاتفاقية المغربية الإسبانية 1860-1861م والاتفاقية المغربية الفرنسية 1863م وصولا إلى مؤتمر مدريد1880م الذي فرض الحمايات القنصلية على المخزن، وفوت جزءا من المجتمع المغربي لصالح الأجانب.

الزاوية الدرقاوية والدعوة إلى الجهاد:
أمام هذه الدسائس الخطيرة التي كانت تحاك ضد المغرب بهدف السيطرة عليه والتدخل في شؤونه، وبعد إقرار المخزن المغربي بالأمر الواقع تحت ذريعة عدم السباحة ضد التيار الجارف، قام سيدي محمد بلعربي الدرقاوي بدق ناقوس خطر الوضع السياسي في المغرب، منبها لمخاطر التواجد الأوربي على السواحل المغربية بدعوى القيام بالأنشطة الاقتصادية التجارية والفلاحية، مؤكدا أن الوضع يستدعي تأهب المجتمع لممانعة النصارى، ومحذرا الناس بأن "مقدمة البوار الأمن من عدو الدين وعدم المبالاة بما يفعله في أرض المسلمين، وترك التفطن إليه حتى يصير يأمر وينهى ويمتثل أمره في سواحل أهل الإيمان والدين، ولا يتفطن إليه وينتبه حتى يتفاقم الواقع ويتسع الخرق على الرقع"
([25])؛ كما دعا إلى الجهاد ومحاربة النصارى وعدم الالتزام بالاتفاقات والمواثيق التي وقعها المخزن معهم، بعد ما اكتوى بنيرانها نظرا إلى قربه من الحدود الجزائرية، فشرع في مكاتبة قصور مدغرة، وتافيلالت، والرتب، والزوزفانة، والساورة، وﮔـير، وصولا إلى فـﮔـيگ، "مكاتب كلها حث وتحريض على الدفاع عن الإسلام وحماية الوطن"
([26])، وبدأت رسائله الجهادية تقتحم مجالات قصية ومجتمعات نائية "كأهل سوس والصحراء وقبائل البربر كبني مـﮔـيلد ونحوهم [ يأمرهم ] بالتحريض على الجهاد والنهوض إليه"
([27])، ودعا إلى مقاطعة البضائع الأجنبية وعدم المتاجرة مع النصارى، بعد ما لاحظ أن الفرنسيين يتخذون من التجارة سبيلا للتغلغل في الأراضي المغربية ومخالطة المغاربة وتعويدهم على معاشرتهم والتعامل معهم في انتظار السيطرة النهائية على البلاد المغربية، فأصدر في هذا الشأن عددا من الفتاوى يحرم فيها هذا التعامل ويحظر فيها هذه التجارة، حاثا كافة القبائل والحواضر على عدم تمكين العدو من سلع حيوية "من خيل وإبل وبارود وشياه وبهائم وثياب وصوف وغير ذلك، بعد ما بلغنا أنهم قطعوا الكبريت على المسلمين منذ زمان وكثرت علينا الأخبار والمراسلات بهذا الأمر، ولم يبالوا ولم يتنبهوا ولا تفطنوا لما أصابهم، وأحزننا ذلك غاية وأكربنا غاية…وخفنا على ما بقي من هذه الأمة أن يقع لها ما وقع لجزيرة الأندلس وغيرها من مدن الإسلام"
([28])، ولم يفت هذا الشريف المدغري التنديد الشديد بكل من يعمل لدى الفرنسيين من أبناء تافيلالت وأهالي الجنوب الشرقي ضمن الأوراش الخاصة بمد السكك الحديدية شرق فـﮔـيگ، وتعبيد الطرق غرب الجزائر، فأصدر في هذا الصدد أيضا فتاوى تحرم ذاك العمل وتجعله باطلا ومغضبا لله ولرسوله، فكان يحذر القبائل الفيلالية وغيرها "من إعانة النصارى بأي خدمة كانت"
([29])، فكان لنداءاته وقع كبير في نفوس السكان بالمناطق الحدودية، إلى درجة أن السلطات الفرنسية استشعرت مدى التجاوب الكبير الذي أبدته القبائل تجاه هذا المرابط، وخاصة عند ما بدأ ينشر بعض المناشير تدعو المجاهدين إلى التصدي للنصارى الفرنسيين ليس فوق التراب المغربي وحسب؛ بل داخل التراب الجزائري أيضا، باعتبارهم كفارا يهددون الإسلام في المغرب بعد ما اقتحموه في الجزائر
([30])، مما جعل السلطة الفرنسية تتابع باهتمام زائد أنشطة الشيخ المدغري، وترصد حركاته وسكناته عبر عيونها المبثوثة في جنوب شرق المغرب؛ إذ أشار القنصل الفرنسي في طنجة يوم 12 أبريل 1888م أن لمولاي العربي الدرقاوي اتصالات ومكاتبات مكثفة مع القبائل الصحراوية من سوس إلى وادي نون، وأن مجمل القبائل استجابت لدعواته
([31])، ناهيك عن اتصاله بقبائل آيت عطا وآيت يافلمان؛ بل كانت له مراسلات خارج الإمبراطورية الشريفة في اتجاه الجزائر، وتونس، وطرابلس، ومصر، وكانت مضامين هذه المراسلات تتمحور حول الدعوة إلى الجهاد والتنديد بالمخزن المغربي الذي وُصِف بالرعديد والجبان والمتردد في اتخاذ موقف حازم تجاه الفرنسيين الغزاة، وأن على السكان بكافة أطيافهم أن يأخذوا المبادرة بأنفسهم، ويهُبّوا للدفاع عن شرفهم دون انتظار أوامر من السلطة المركزية
([32])؛ مما جعل المغرب يخضع لانتقادات خارجية لاذعة وخاصة من قبل الفرنسيين
([33])، الذين مارسوا ضغوطات شديدة على السلطان مولاي الحسن(1873-1894م)، حاثين إياه على لجم الشيخ المدغري، الشيء الذي أحرج كثيرا الأجهزة المخزنية، التي بادرت إلى طمأنة الفرنسيين بأن القبائل الحدودية تحت سيطرة المخزن ولا تأبه بدعاوى الدرقاوي، وهي تحترم الهدنة الموقعة بين الطرفين
([34])، كما أن بوعمامة الجزائري استغل هذه الأجواء الجديدة على خلفية مؤتمر مدريد واستطاع سنة 1881م/ 1299هـ أن يؤلب عددا هاما من القبائل المغربية ضد القوات الفرنسية في منطقتي الزوزفانة وفـﮔـيگ "خصوصا وأن صورته كزعيم لآخر مقاومة في الجزائر كانت لا تزال حية في أوساط القبائل المتعطشة لمثل تلك الزعامة"([35]). قام الثوار يهاجمون سلطات الاحتلال غرب وهران، فوجدها الفرنسيون فرصة من ذهب لفرض إملاءاتهم على المخزن وإخضاعه للأمر الواقع، من خلال بناء عدد من المراكز العسكرية المتقدمة بدعوى حماية المعمرين من هجمات الثوار الصحراويين؛ مثل مركز عين الصفراء، ومركز جنين بورزگ على بعد 50 كلم من فـﮔـيگ
([36])، وبذلك ازدادت القبائل الحدودية تيقنا من النوايا الخطيرة للفرنسيين، فشرعت في استجماع قواها وتوحيد صفها عن طريق إحياء عهد "الخاوا" والقوانين العرفية المنظمة له
([37])، وبدأت في شراء الأسلحة والبحث عنها بكافة الوسائل؛ كمهاجمة بعض المراكز الفرنسية والسطو على عتادها، فصارت الأجواء منذرة بانفجارات مهولة إذا لم يتم التصدي لها بنوع من الحزم والصرامة، سواء بالمناطق الحدودية في المجالات الخباشية والمنيعية، أو بالمناطق الداخلية كما هو الحال في مجالات اتحادية آيت يافلمان
([38]).
الزاوية الدرقاوية والسلطة المخزنية
استغل الشيخ المدغري كل هذه الظروف التي كانت تصب في صالحه، وكثف من مراسلاته ودعواته الجهادية، منتقدا في نفس الوقت موقف المخزن من الأخطار المحدقة بالسيادة المغربية، فلقيت نداءاته تجاوبا كبيرا من قبل المجتمعات القبلية في الجنوب الشرقي شملت قصور تافيلالت، والرتب، ومدغرة، وقصور فركلة، وتودغة، وصولا إلى مناطق الساورة، وسوزفانا، وأعالي ﮔـير؛ وبذلك أضحت أهم التكتلات القبلية الممتدة من السفوح الجنوبية الشرقية للأطلس الكبير إلى غاية الحدود المغربية الجزائرية متعاطفة إلى حد كبير مع الفكر الدرقاوي، ومعادية للتصور المخزني، ولم يعد بإمكان مولاي رشيد، الخليفة السلطاني في تافيلالت، أن يتجاهل خطورة هذه التكتلات وانعكاساتها على السلطة المخزنية محليا ومركزيا، الشيء الذي جعله لا يتردد في إشعار أخيه السلطان مولاي الحسن بالوضع المرير والظرفية الدقيقة التي تمر بها المنطقة؛ لذا فإن السلطان لم يتوان عام 1882م/1300هـ في تنظيم حرْكة سلطانية قوية ضد المناطق المعنية، وخاصة ضد القبائل العطاوية وقبائل آيت يافلمان، لكبح جماحها وتطويعها
([39])؛ كما حاول احتواء الفكر الدرقاوي ومحاصرته عبر بث التفرقة في صفوف أتباع ومؤيدي مولاي محمد بلعربي المدغري، من خلال التركيز على العناصر الشريفة وتقريبها من الأجهزة المخزنية، ناهيك عن إرساله لجملة من الرسائل السلطانية إلى أهالي تافيلالت يحثهم فيها على عدم إتباع الشيخ المدغري واصفا إياه بـ"الشخص الشرير الذي يقود المسلمين إلى الهلاك…وأنه عنصر للفتنة الذي لا يتبع طريق الشريعة"
([40])؛ لكن المسألة كانت أعمق مما تصورته الأجهزة المخزنية؛ لأن جل فئات الصلحاء، والشرفاء، والعلماء، والفقهاء، كانت تسير في نفس الخط الذي سار عليه الشيخ المدغري فيما يتعلق باستنهاض الهمم والتحريض على الجهاد "فالتفَّت حولهم القبائل الأمازيغية والعربية لاعتقاد أبنائها الراسخ بصحة مواقفهم، باعتبارها مبنية على الكتاب والسنة، فلم يترددوا في الالتحاق بدعوة أي شريف، أو عالم، أو متصوف، رفع راية الجهاد"
([41]).
إن هذا الانتشار الكبير للفكر الدرقاوي في الجنوب الشرقي المغربي، جعل السلطة المخزنية تزاوج في تعاملها معه : تارة بالتقرب والمحاباة وتقديم التنازلات والامتيازات، وتارة أخرى بالتهديد والترهيب والوعيد، وهكذا حاول المخزن مقايضة مواقف مولاي العربي الدرقاوي عبر عطايا جزيلة مغرية؛ حيث خصص له السلطان مولاي الحسن منة حولية قدرها أربعون قنطارا من الحبوب، وكانت قيمة كل قنطار زهاء 1250 فرنكا فرنسيا؛ أي ما مجموعه خمسون ألف فرنكا فرنسيا في كل حول
([42])، وبذلك حاولت الأجهزة المخزنية أن تحتوي زاويتي ﮔـاوز ورحمة الله الدرقاويتين كما احتوت الزاوية الزروالية في القنادسة
([43]).
لكن هذه المحاولات المخزنية لم تحقق النجاحات المنتظرة منها بسبب اعتبارات موضوعيات وواقعية، أهمها تزايد حدة التغلغل الفرنسي في الحدود الجنوبية الشرقية، وخاصة في واحة توات. فازدادت بذلك خيبة القبائل الحدودية، وارتفعت حدة درجة احتقانها تجاه الأجهزة المخزنية المحلية والمركزية؛ مما حدا بقائد توات إلى طلب العون من الخليفة السلطاني مولاي رشيد في تافيلالت، حاثا إياه على ضرورة التعجيل بالقضية التواتية قبل فوات الأوان؛ بيد أن الوضع في تافيلالت كان يغلي فوق صفيح ساخن من جراء الفيضان المهول الذي خلفه وادي زيز في نهاية عام1886م/ 1305هـ الذي غمر العديد من القصور، وجرف المقابر، والأسوار، والحصون، والدور"ولم تبق بقعة إلا غرقت، ولا ساكنة إلا تحركت"
([44])؛ وتلاه في العام الموالي تعرض المنطقة لموجة جراد خطيرة لم تعرف نظيرا لها، أتت على الأخضر واليابس، ولم تترك للناس مزروعا ولا مغروسا إلا قضمته، فقلت المحاصيل وجاع الناس ووَبَأوا
([45] )، مما جعل كثيرا من الفئات المتضرر تتململ ضد مولاي رشيد، مطالبة المخزن بإعادة بناء قصورها وترميم أسوارها وحصونها، وتوفير ما يلزم من المؤن والحبوب والثمور، فكادت الهيعة أن تقوم لولا أن السلطان مولاي الحسن طمأن أهالي تافيلالت أنه سيزورهم في القريب العاجل
([46])، كما أعطى أوامره لخليفته مولاي رشيد بالعمل على البدء في ترميم ما دُمر، وإصلاح ما خُرب
([47] ).
كل هذه العوامل كانت تصب في صالح المسار الذي خطته الزاوية الدرقاوية لنفسها في علاقتها مع المجتمع القبلي والمخزن، فتقوى صفها، وانتشرت أفكارها وآراؤها، وعلت كلمتها، وباتت طريقتها تشكل تيارا سياسيا، وفكرا إيديولوجيا، يتعارض مع التصورات المخزنية فيما يتعلق بمعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لسكان الجنوب الشرقي.
هذه الأجواء المحتقنة في تافيلالت وضواحيها، لم يكن بمقدور الأجهزة المخزنية المحلية احتواؤها والسيطرة عليها، مما حتم على الجهاز المخزني التحرك بشكل مستعجل لتدارك الأمور قبل فوات الأوان؛ وبذلك نظم السلطان حركة عسكرية في اتجاه الديار الفيلالية، هدف من خلالها إلى تطييب الخواطر والتقليل من فورة السكان، وإرجاع المياه إلى مجاريها، وذلك إدراكا منه لمدى أهمية هذه المنطقة في ترسيخ دعائم حكمه؛ لذا زاوج في تعامله مع أهاليها -خلال هذه الزيارة وغيرها- بين أسلوبي الترهيب والترغيب؛ حيث ضرب خيام محلته أولا قرب قصري الريصاني وبوعام، وثانيا في المجال الممتد ما بين قصور الماطي، وتازكَزوت وزاوية سيدي الغازي. فأبدى للسكان حسن نيته في تعاطيه مع قضاياهم وشؤونهم؛ وذلك من خلال العطايا والهبات التي قدمها لهم والتي بلغت قيمتها مبالغ هامة جريا على عادة السلاطين العلويين الذين يبدلون سخاء كبيرا تجاه مهد دولتهم بتافيلالت
([48])، ناهيك عن اهتمامه بترميم القصبات وتشييد القصور والمساجد، ومساعدة الأهالي على مد السواقي وحفر الترع، وحمايتهم من هجمات القبائل المجاورة
([49]).
لكن هذه الزيارة السلطانية للريصاني لم تحقق نتائجها المرجوة بخصوص القضايا الحدودية، وخاصة مسألة توات التي وصلت إلى عنق الزجاجة، فكانت هذه الزيارة بمثابة صب الزيت على الفتيل داخل المجتمعات القبلية التي تعنيها الأزمة بشكل مباشر، والتي لم يبق أمامها سوى خيار الاعتماد على النفس والاستعداد للجهاد ومكابرة العدو النصراني، في الوقت الذي طفا على الساحة السياسية المغربية نقاش ساخن بخصوص الإصلاحات الجبائية الجديدة التي يعتزم السلطان إحداثها، ولا سيما مشروع "ضريبة الترتيب" الذي تم إعداده عام 1886م/1304هـ، الهادف إلى تضريب كافة الفئات الاجتماعية بما فيها الشريف والمشروف، يسهر عليه الأمناء والعدول بدل القياد والعمال؛ لكن هذا الإصلاح الضريبي سمي بـ"الإصلاح المستحيل"؛ نظرا إلى رفضه من قبل الشرفاء، والخاصة، والقياد، والعمال، والخلائف
([50])؛ كما أن المحميين والأجانب كان لهم النصيب الأوفى في إثناء السلطان عن هذا النظام بعد الضغط عليه من قبل الحكومات الأجنبية؛ كبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وغيرها، التي كانت لها أطماع ومصالح كثيرة في الإمبراطورية الشريفة
([51]).
ازداد الوضع احتقانا في المغرب عامة وفي الجنوب الشرقي خاصة، وانعكس ذلك بشكل آلي على السلطة المخزنية في تافيلالت وضواحيها، ومنح الفئات المناوئة للمخزن فضاء أوسع وأرحب، وخاصة بالنسبة إلى الشيخ مولاي بلعربي الدرقاوي وأتباعه، وبعض القبائل الحدودية المتضررة من السياسة الفرنسية؛ مثل القبائل المنيعية والقبائل الخباشية، ناهيك عن الشيخ بوعمامة الذي ضيق عليه الفرنسيون كثيرا بالمناطق الحدودية المغربية-الجزائرية بعد بنائهم لسلسلة من المراكز العسكرية فوقها، مما دفع بوعمامة إلى التوجه نحو تافيلالت قادما إليها من تيكورارين، فحل ضيفا على الشيخ الدرقاوي بزاوية ﮔـاوز، هذا الأخير كانت رسائله تصل إلى بشار وفـﮔـيگ ووهران وغيرها من المناطق في المغرب وداخل الجزائر المحتلة، فطلب منه بوعمامة العون والمساعدة لحركته الجهادية ضد النصارى؛ لكن بوعمامة لم يفلح في تحقيق أهدافه من خلال هذه الزيارة نظرا إلى الشبهات التي كانت تدور حول حركته، وبفعل تقلبات مواقفه بين التعامل مع النصارى ومجاهدتهم، كما أن الضغط الذي مارسه الخليفة مولاي رشيد على الشيخ المدغري المعتل بزاويته، كان من العوامل التي أفشلت مساعي بوعمامة الذي عاد إلى تيكورارين خاوي الوفاض
([52]).
وفاة الشيخ الدرقاوي وقيادة تلامذته للمجتع القبلي جنوب شرق المغرب:
في هذه الظرفية الصعبة جنوب شرق المغرب، ألمت فاجعة كبرى بالمجتمع القبلي وبكافة العناصر الدرقاوية، بسبب وفاة شيخهم القطب مولاي محمد بلعربي الدرقاوي المدغري عام 1892م/1310هـ، فأحدثت وفاته ارتباكا في أحد أنشط فروع الطريقة الدرقاوية في كافة أنحاء الإمبراطورية الشريفة
([53])؛ لكن الذي زاد من هيعة أتباع الشيخ الدرقاوي هو ما وصى به أبناءه فيما يتعلق بقيادتهم للزاوية؛ حيث أمرهم بعدم تزعمها، كما ألح عليهم في التخلي عن قيادتها
([54])، وهو الأمر الذي جعل كل مريديه وتلامذته وأتباعه والقبائل المتعاطفة معه، يصابون بنوع من الذهول لغرابة هذا القرار وعدم واقعيته من جهة، ولخطورته من جهة ثانية؛ لأنه جاء في ظرفية دقيقة للغاية كان المجتمع القبلي في الجنوب الشرقي أحوج ما يكون لأبناء الشيخ؛ بغية قيادتهم وجمع كلمتهم أمام الضغط الفرنسي والتهديد المخزني المتزايدين
([55])، فساد كثير من الحزن والأسى كافة أتباع الطريقة الدرقاوية، سيما وأنها كانت قد تجذرت في عمق المجتمعات القبلية برمتها وذلك بتفريخها لما يربو عن ثلاث وأربعين زاوية انتشرت في دادس، وتودغة، وفركلة ومدغرة، والرتب، وبوذنيب، وفي أغلب القصور الفيلالية
([56]).

اعتقد المخزن المركزي والمحلي أن وفاة شيخ الزاوية الدرقاوية في تافيلالت سيهون عليه موقف القبائل في الجنوب الشرقي، فنظم السلطان مولاي الحسن زيارة لتافيلالت للمرة الثانية عام 
1893
([57])، حيث قام بمعاقبة الذين وردت عليه في شأنهم بعض المراسلات الخليفية؛ كالدرقاويين والمتعاطفين معهم، الذين باؤوا بسخطه وغضبه، فنكل بالكثير منهم، وانتقم منهم غاية الانتقام، إلى درجة أن مرافقه الطبيب الفرنسي ليناريس(Linares) وصف شيخ الزاوية الدرقاوية سيدي محمد بن أحمد أنه صار يعيش في حالة من العزلة والتهميش والمذلة في زاويته"مثل كلب في دار مهجورة"
([58]).
لكن السلطة المخزنية غاب عنها أن الفكر الدرقاوي الذي ثابر شيخ الزاوية الدرقاوية في تافيلالت على نشره، قد أثمر عددا هائلا من المريدين والأتباع المخلصين له غاية الإخلاص، والذين تمركزوا في الجنوب الشرقي، كل في مجال قبيلته، للعمل على استنهاض السكان على محاربة النصارى، ورفع راية الجهاد، وعدم الاعتراف بالسياسة المخزنية المهادنة للمستعمر؛ لذلك فرخ الجنوب الشرقي عددا لا يستهان به من رجال درقاوة الذين أسسوا جملة من الزوايا على الطريقة الدرقاوية، كزاوية دويرة السبع في المجال السغروشني التي أسسها زعيمها مولاي أحمد ولحسن السبعي السغروشني الذي يعتبر واحدا من التلامذة المخلصين للشيخ سيدي محمد بلعربي الدرقاوي
([59])؛ حيث تتلمذ على يده لأيام طويلة في زاوية رحمة الله بمدغرة وزاوية كَاوز في تافيلالت، وكانت له به معرفة شخصية دقيقة، وكان يكن له احتراما ما بعده احترام. ثم هناك زاوية فركلة بقيادة الفقيه الشيخ سيدي علي الهواري الذي كان من الأتباع المخلصين للشيخ المدغري
([60])، وزاوية تودغة التي كان يترأسها الفقيه أحمد المهدي الناصري
([61])، ناهيك عن زوايا أخرى في كل من بومالن دادس، وقلعة مكَونة، وكَلميمة، وقصر السوق، والريش وغيرها من المناطق الأطلسية التي تشبعت بالفكر الدرقاوي، وتأثرت به منهجا وسلوكا، سيما وأن بداية القرن 20 امتازت باقتحام الفرنسين للجنوب الشرقي المغربي، فتحول هؤلاء الفقهاء وشيوخ الزوايا إلى زعماء قبليين ورجال بارود، وأصبحوا قادة للمجتمعات المغربية جنوب شرق المغرب، وخاضوا معارك مشهورة في الهوامش الصحراوية، كما هو الحال بالنسبة إلى مولاي أحمد ولحسن السبعي، الذي قاد معركة عديدة، مثل معركة المنابهة، والمنكَوب، و بوذنيب، وبوعنان، والجرف، وإفري، ومسكي الأولى والثانية، والمعاضيد
([62] )، والذي استمر في قيادة المجاهدين ضد النصارى وكل من يسير في فلكهم إلى غاية 1917 عند ما سيطر الفرنسيون على الجنوب الشرقي المغربي بما في ذلك منطقة تافيلالت، قبل أن يتم طردهم منها في العام الموالي لتدخل الكثير من القبائل تحت سلطة متصوف آخر ذي نزوع سياسي، وهو مبارك بن الحيبن التوزونيني السوسي، ومن بعده خليفته بلقاسم النكَادي، وهما معا لم يخرجا عن الفكر الناصري والدرقاوي
([63]).
وبذلك يبدو أن الزاوية لعبت أدوارا حاسمة في تاريخ المغرب الحديث من خلال تأطيرها للمجتمع القبلي في الجنوب الشرقي المغربي لما يربو عن قرن من الزمن، واستطاعت أن تفرض نفسها على السلطة المخزنية محليا ومركزيا، كما أثرت بعمق على توجهات ومخططات السلطة الكلونيالية، التي اضطرت في كثير من الأحيان إلى تعديل استراتيجياتها وأهدافها بفعل الضغوط التي مارستها عليها مؤسسة الزوايا في مختلف المجتمعات القبلية.

الهوامش والإحالات:
[1]-Gabriel camps, Les Berbères: Mémoire et identité,2°Editions Errance, Paris, 1987, pp.143-195.
[2]-Terrasse H, Histoire du Maroc des origines à l’établissement du Protectorat, Casablanca, T.2, 1950, p.373.
[3]- هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي، ولد في قبيلة غمارة عام 1196م، وله نسب إدريسي. درس بفاس، والتقى فيها بتلاميذ الشيخ أبي مدين، ثم سافر إلى بغداد، فأوصاه أبو الفتح الواسطي هناك بالعودة إلى المغرب حيث يوجد قطب صوفي يتولى مشيخته، فعاد إلى جبل لعلام، وأصبح التلميذ الوحيد لمولاي عبد السلام بن مشيش، فانتقل بعد ذلك إلى منطقة شاذلة في تونس، وقضى بها ردحا من الزمن حتى سمي باسمها، وصار يعرف بالشاذلي، وتوفي عام 1258م. انظر، زكية زوانات، ابن مشيش شيخ الشاذلي، ترجمة من الفرنسية إلى العربية أحمد التوفيق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2006، ص ص127-128.
[4]-هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر بن سليمان، بن داود، توفي عام 1465م، وهو من قبيلة جزولة بسوس الأطلس الصغير، درس بفاس بمدرسة الصفارين، ثم رحل إلى تونس والمشرق، وعاد بعد عدة أعوام إلى فاس، فألف كتابه "دلائل الخيرات" وبدأ ينشر طريقته في حاحا، فتجمع حوله آلاف المريدين؛ الشيء الذي أقلق خصومه الذين قاموا بقتله. نفسه، ص129.
[5]- Lmoubariki M, La résistance du Sud- Est Marocaine à la Pénétration Française 1906-1934, Thèse pour le Doctorat d’Histoire, Université Lumière Lyon II, Faculté de Géographie, Histoire, Histoire de l’Art et Tourisme, Année universitaire, ,1990-1991,( 2T). p.116.
[6]- Drague G, - Esquisse d’histoire religieuse du Maroc, Paris, 1951, p.50.
[7]- زكية زوانات، م.س. ص137.
[8]- نفسه، ص154.
[9]- أحمد التوفيق إينولتان، المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، ط.2، 1983.، ص368.
[10]- أحمد البوزيدي، درعة بين التنظيمات القبلية والحضور المخزني: دراسة في الحياة السياسية والاجتماعية، أطروحة لنيل شهادة دكتوراه الدولة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس، 2004، ج.1، ص247.
[11]-Michaux Béllaire, « Essai sur l’histoire des confréries marocaines», Hesperis,vol.1, 2éme trimestre, 1921 p.185.
[12]- Drague G, p.92.
[13]- الهادي الهروي، م.س. ص123.
[14]- زكية زوانات، م.س. ص ص119-120.
- Sallem Ben M’Barek," Les Drquaouas", in Bulletin de la sociologie et de la géographie du Maroc, n°2, octobre novembre, 1961, Casablanca, pp.6-7.
[15]-Ibid, p.7.
[16]-Bellaire Michaux, Essai sur l’histoire des confréries marocaines, in Hesperis, T. 1, 2éme trimestre; 1921, p.156.
[17]- يعتبر مولاي عبد السلام بن مشيش هو مؤسس التصوف في المغرب، عاش ما بين 560-625 هـ/ 1165-1228 م، وكان له تلميذ وحيد هو أبو الحسن علي الغماري الزروالي الشاذلي الذي ورث أسراره الروحية والصوفية، والذي نحول إلى قطب من أقطاب التصوف في العالم الإسلامي في المشرق والمغرب، وتوفي في مصر عام 656 هـ/ 1258 م. انظر زكية زوانات، م.س. ص127-128.
[18]- حول الدور الجهادي للطريقة الدرقاوية والعلماء والمتصوفة في تافيلالت، ينظر محمد بوكبوط، مقاومة الهوامش الصحراوية للاستعمار ( 1880-1938) : صفحات مجهولة من صمود قبائل التخوم الشرقية من تافيلالت إلى وادي نول، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، 2005، ص ص9-22.
[19]- يعرف سيدي محمد بن العربي بين أهالي تافيلالت بـ"سيدي محمد بلعربي" ولذلك سنستعمل هذا الاسم كما تحدثت عنه الرواية الشفوية.
[20]- Drague G, Esquisse d’histoire religieuse du Maroc, Paris, 1951, p.285.
[21]- محمد بوكبوط، م.س. ص10، نقلا عن أحمد بن قاسم المنصوري، كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر، مخطوط حققه محمد بن لحسن، في إطار أطروحة دكتوراه دولة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بني ملال، 1997، ص392، ونشرته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الرباط، 2004.
[22]-Odinot, Paul, L’importance politique de la confrérie Drqaoua, Résidence générale, n°.5, mai, 1929, p.294.
[23]-De Foucauld Charles, Reconnaissances au Maroc 1883-1884, Challemel, 1888, p.352.
[24]- Odinot, Paul, op.cit, p.293-295.
[25]- محمد بوكبوط، م.س. ص10.
[26]-نفسه.
[27]- نفسه، ص13.
[28]- نفسه، ص11.
[29]-نفسه.
[30]-يورد محمد المباركي في هذا السياق رسالة مطولة للشيخ سيدي محمد العربي الدرقاوي مؤرخة بعام 1887م ومسجلة بالخزانة العامة تحت رقم D3353، كلها تحريض على الجهاد وحث للناس على التصدي للنصارى وعدم الاكتراث بالتعاليم المخزنية الرسمية الخنوعة والذليلة، كما أن الرسالة متضمنة لأبعاد دينية محفزة للمجاهدين على الشهادة في سبيل الله. انظر نص الرسالة عند :
Lmoubariki M, op.cit, p.120.
[31]-Ibid, p.121.
[32]-Lacroix N, Les Derkaoua d’hier et d’aujourd’hui, essai historique, Alger, 1902, p.20.
[33]-Jacques Berque, L’intérieur du Maghreb XV-XIV siècle, édition Gallimard, 1978,564 p), p.494.
[34]- انظر نص الرسالة التي بعثها السلطان مولاي الحسن إلى المفوض الفرنسي شارل فوري على يد النائب السلطاني بطنجة السيد محمد الحاج الطريس، أوردها الأستاذ محمد بوكبوط، م.س. ص13.
[35]- نفسه، ص 24.
[36]-نفسه، ص 24.
[37]- تحت يدنا وثيقة تجديد عهد "الخاوا" بين قصر أولاد عبد الرحمان في الغرفة وأهل تحموت من آيت خباش، ثم وثيقة "الخاوا" والعهد بين بعض القبائل الخباشية. الوثيقتان معا عثرت عليهما في قصر مرزوكَة.
[38]- تحت يدنا رسالة بعث بها أحد قياد السلطان المولى الحسن إلى الأجهزة المخزنية بفاس يطلب منها أن تمده بالعون اللازم للتغلب على آيت عطا وآيت مرغاد وآيت حديدو وآيت ازدگ، ويستنجد بالمخزن ليقدم له المدد الضروري لتموين الحركة العسكرية ضد العصاة، وإلا فإن القبائل المتمردة سوف تزحف نحو القصابي وميسور ووطاط الحاج وتقضي على أمال المخزن في السيطرة على هذه المناطق (توجد نسخة من هذه الوثيقة بمركز الدراسات والبحوث العلوية بالريصاني).
[39]-رسالة مخزنية توجد منها نسخة بنفس المركز.
[40]-رسالة من السلطان المولى الحسن الأول إلى سكان تافيلالت تبين موقف السلطان من مولاي بلعربي الدرقاوي، وهي رسالة أوردها محمد المباركي في المرجع السالف الذكر، انظر :
Lmoubariki M, op.cit, p.497.
[41]- محمد بوكبوط، م.س. ص9.
[42]- De Foucauld Charles, Reconnaissances au Maroc, Paris, 1888, p.352.
[43]- هذه الزاوية أسسها زعيمها الروحي الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن بوزيان المنحدر من السلالة الإدريسية، والذي عاش في نهاية القرن 17م، وتوفي عام 1733م/1146هـ. وتعتبر هذه الزاوية امتدادا طبيعيا للزاوية الناصرية في تامـﮔـروت؛ على اعتبار أن مؤسسها الأول سيدي محمد بن عبد الرحمان، تتلمذ لمدة طويلة على يد شيخ الزاوية الناصرية المقدم سيدي مبارك بن عبد العزيز. بعد وفاة سيدي محمد بن عبد الرحمان الزياني تعاقب أبناؤه على زعامة الزاوية الزروالية في القنادسة بدءا بمحمد الأعرج( 1773-1781)، ثم ابنه أبو مدين (1881-1799)، ثم عبد الله بن أبي مدين(1799-1825) فخلفه ابنه أبو مدين بن عبد الله (1825-1853)، ثم انتقلت قيادة الزاوية لأبى محمد بن محمد بن مصطفى بن محمد أخ أبي مدين(1853-1855) ليأتي بعده مقدم جديد الذي قاد زاوية القنادسة لأطول مدة قاربت نصف قرن وهو سيدي محمد بن عبد الله (1855-1900) الذي خلفه ابنه سيدي إبراهيم لمدة عشرين سنة (1900-1920).
انظر :
-Voinot L , "Confrérie et Zaouïas au Maroc", in Bulletin de la sociologie et de Géographie et d’archéologie d’Oran, T.58, mars, 1937, pp. 56-20 p.39-40.
- Drague G, op.cit. p.76.
[44]- تحت يدنا رسالة من الخليفة السلطاني مولاي الرشيد إلى السلطان مولاي الحسن بمناسبة الفيضانات المهولة التي عمت قصور تافيلالت عام 1302هـ. توجد نسخة من هذه الرسالة بمركز الدراسات والبحوث العلوية بالريصاني.
[45]-العربي اكنينح، آثار التدخل الأجنبي على علاقة المخزن بالقبائل في القرن التاسع عشر : نموذج قبيلة بني مطير(آيت نطير)، ط1، فاس، 2004. ص353.
[46]-رسالة من السلطان الحسن الأول إلى خليفته في تافيلالت مولاي رشيد مؤرخة بتاريخ 4 ربيع الأول عام 1302هـ، الوثائق الملكية، سجل 19627، توجد نسخة منها بمركز الدراسات والبحوث العلوية بالريصاني.
[47]- وثيقة بالمركز نفسه.
- وثيقة بالمركز نفسه.
[48]-وصل مجموع النفقات التي صرفها المولى الحسن أثناء زيارته لتافيلالت عام 1893م إلى 150000 مثقال، انظر : محمد حمام : "قراءة في كتاب السفر إلى تافيلالت معية صاحب الجلالة مولاي الحسن، سنة 1893، لمؤلفه الدكتور فرناند ليناريس"جامعة مولاي علي الشريف الخريفية، (أعمال الدورة السابعة، الشطر الأول)، مركز الدراسات والبحوث العلوية، الريصاني، دجنبر، 1997، ص141-151.
[49]- Lmoubariki M, op.cit, p.103.
[50]-Ben Srhir Khalid,"L’impossible réforme, le programme de John Drummond Hay (1856-1886)", in Hesperis Tamuda, volume XXXIXX, fasc. 2, 2001, pp.71-84.
[51]-Kenbib M, Les Protégés, contribution à l’histoire contemporaine du Maroc, Publications de la Faculté des Lettres et Sciences Humaines, Rabat, 1996, pp.125-136.
[52]- محمد بوكبوط، م.س. ص25.
[53]- Lacroix N.op.cit, p.20.
[54]-Ibid, p.21.
[55]-Idem.
[56]- Ibid, p.22.
[57]- انظر تفاصيل هذه الزيارة عند :
Linares D. F. «Voyage au Tafilalet avec S.M le Sultan Moulay Hassan en 1893», in Bulletin de l’institut d’hygiène du Maroc, n° 3-4, 1932. pp. 93-116
[58]- Ibid. p.33.
[59]- من بين الذين تأثروا بالفكر الدرقاوي، وتركوا بصماتهم في تاريخ الجنوب الشرقي المغربي في نهاية بداية القرن 20، نجد كلا من الشيخ زين العابدين الكونتي، وسيدي محمد التالتفراوتي، ومولاي مصطفى الحنفي، ثم مولاي أحمد ولحسن السبعي السغروشني. حول هذه الزعامات القبلية، انظر : عبد الله استيتيتو دور تافيلالت في تنظيم العلاقات بين المجتمع القبلي والمخزن والمستعمر، (1873-1932) : دراسة في إشكالية العلاقات السياسية والوقائع الاجتماعية والتاريخية، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ساياس- فاس، 2007، صص 199-203.
[60]- حول الفقيه سيدي علي الهواري، انظر : الفقيه أحمد المهدي الناصري، نعت الغطريس الفسيس هيان بن بيان المنتمي إلى السوس، مخطوط تم تحقيقه ودراسته من قبل نصر الدين خالد الناصري الذي تقدم به لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس، 2002.
[61]- نفسه، انظر أيضا، محمد المختار السوسي، المعسول، ج.16، الدار البيضاء، 1961.
[62]- حول المعارك التي خاضها رجال الزوايا ضد المستعمر جنوب شرق المغرب، ينظر أطروحتنا، م.س. ص ص 199-251، 274-280.
[63]-نفسه.
إنجاز الأستاذ الباحث : عبد الله استيتيتو

About Me

My photo
أحمد فخرانى, جاكرتا الاندونيسى مولدا, القدسى والقاهرى نشأة, الأزهرى منهجا, الشافعى مذهبا, السنّى عقيدة, الصدّيقى سلسلة,الدرقاوى اسنادا, الشاذلى طريقة, النبوى وراثة, المحمدى خليفة, الرحمن عبدا, الرحيم رحمة.

Pages