Tuesday, June 14, 2011

المعارف الذوقيّة فى الوظيفة الصدّيقيّة


المعارف الذوقيّة فى الوظيفة الصدّيقيّة
(صلوات السيد عبدالسّلام بن بشيش رضى الله عنه مع شرح السيد عبد الله بن الصدّيق الغمارى رضى الله عنه)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
"انّ الله وملائكته يصلّون على النبىّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما "

اللّهم صلّ و سلّم بفيض جودك الواسع الممدود على قطب الوجود وعين أعيان دائرة الشهود المتوّج بتاج "انا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا (*) وداعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا" (سورة الأحزاب) من منه انشقّت الأسرار المودعة فى نور روحانيّته  ,الموصوفة ب((كنت نبيّا وآدم بين الروح والجسد))* وانفلقت الأنوار المشعّة من ذاته على عالم الكون تهديه الى الأبد،"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين(*) يهدى به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام" (سورة المائدة) وفيه ارتقت الحقائق الممكنة الكامنة فى عالم الثبوت، لأنّه الانسان الكامل الصفات والنعوت، وتنزّلت علوم آدم بتجلّى "وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" (سورة النساء).

فأعجز الخلائق بلوغ مداه، كيف ولواء الحمد بيده، تحته آدم ومن عداه، وله تضاءلت الفهوم فى سائر العلوم، بافاضة ((رأيت ربّى فى أحسن صورة فوضع يده بين كتفىّ، حتّى وجدت بردها فى نحرى، فتجلّى لى كلّ شيء وعرفت)) فلم يدركه منّا سابق باجتهاد الأعمال، ولا لاحق أدركه فيض النّوال، فرياض الملكوت بزهر جماله السّارى فى عالم الوجود مونقة، وحياض الجبروت بفيض أنواره المتلألئة فى عالم الشهود متدفّقة, ولا شيء الا وهو به منوط فى كلّ عروج  وهبوط، اذ لولا الواسطة فى وصول الامداد وحصول الاسعاد لذهب كما قيل الموسوط بدليل ((انّما أنا قاسم والله يعطى)) "ولو أنّهم اذ ظلموآ أنفسهم جآءوك فاستغفرواالله واستغفر لهم الرّسول لوجدواالله توّابا رحيما" (سورة النساء)، صلاة كاملة تليق بك من حيث ألوهيّتك. صادرة منك من حيث ربوبيّتك، تزجى اليه تكريما لقدره العظيم، مصحوبا بخلعة "لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" (التوبة).

وسلاما تامّا يتنزّل فى معارج القدس على بساط الأنس، يليق به كما هو أهله، اللّهم انّه سرّك الجامع لجميع الكمالات الانسانيّة، المزكّى من حضرتك العليّة بصفة "وانّك لعلى خلق عظيم" (سورة القلم) الدالّ بجميع الحالات عليك المؤيّد منك بشهادة "والله يعلم انّك لرسوله" (سورة المنافقون)، "من يطع الرسول فقد أطاع الله" (سورة النساء)، "قل ان كنتم تحبّون الله فاتّبعونى يحببكم الله" (سورة آل عمران)  وحجابك الأعظم القائم لك بتمام العبوديّة. شكرا على من أوليته من رفيع الرتبة وعظيم المنزلة، "انّا فتحنا لك فتحا مبينا (*) ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ويتمّ نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما (*) وينصرك الله نصرا عزيزا" (سورة الفتح).

الخاضع بين يديك لمقام الربوبيّة الذى شرّفته فى مقام القرب بشرف "سبحان الّذى أسرى بعبده" (سورة الاسراء)، "فأوحى الى عبده مآ أوحى" (سورة النجم) اللّهم ألحقنى فى الباطن و نفس الأمر بنسبه الجسمانى، الحاقا يجبر ما نقص من رواتب الأعمال، ويصل ما انقطع من واردات الأحوال، حتّى أسعد بالاندراج فى عموم قضيّة ((كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الاّ سببى ونسبى))، وحقّقنى فى نفسى وحالى ووجدانى بحسبه الروحانىّ، تحقيقا يقطع منّى حظّ الشيطان، ويدخلنى فى زمرة "انّ عبادى ليس لك عليهم سلطان" (سورة الحجر) وعرّفنى ايّاه معرفة كاشفة لفضائله وفواضله أسلم بها من موارد الجهل بك وبه، فى مخارج الأمر ومداخله، وأكرع بها من موارد الفضل الواصل منك اليه، وأنهل من عين "ومآ أرسلناك الاّ رحمة للعالمين" (سورة الأنبياء)، ((انّما بعثت رحمة مهداة)) واحملنى فى سيرى اليك على سبيله الواضحة المسالك، لا يزيغ عنها الا هالك "قل هذه سبيلى أدعوآ الى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعنى" (سورة يوسف) الى حضرتك القدّوسيّة التى اليها ينتهى سير الواصلين، و عندها تقف مطايا السالكين "وأنّ الى ربك المنتهى" (سورة النجم) حملا محفوفا بنصرتك الرّبانيّة حتّى أنجو من غوائل الطريق ومضلاّت الهوى، وأستمسك بعدّة "وتزوّدوا فانّ خير الزّاد التّقوى" (سورة البقرة)

واقذف بى على جيش الباطل فأدمغه بصولة الحقّ، وأدحضه بقوّة الصدق "فاذا عزم الأمر فلو صدقواالله لكان خيرا لهم" (سورة محمد)، "وما النّصر الا من عند الله" (سورة الأنفال)، وزجّ بى فى بحار الأحديّة الذاتيّة المحيطة بجميع هياكل الحقائق والمعانى، المنزّهة عن الكثرة والقلّة والكلّيّة والجزئيّة والتّباعد والتّدانى "ألآ انّه بكلّ شيء محيط" (سورة فصلت)، وانشلنى من أوحال التوحيد الموقعة فى ظلمات الشبه والتّرديد، الى فضاء تنزيه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (سورة الشورى)، سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك، وأغرقنى فى عين بحر الوحدة الشهوديّة مع القيام بأداء حقوق العبودية "قل كلّ من عند الله" (سورة النساء)، "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك" (سورة النساء)، حتّى لا أرى و لا أسمع ولا أجد ولا أحسّ الاّ بها، تحقّقا وتعلّقا باتحاف عناية ((فاذا أحببته كنت سمعه الّذى يسمع به، وبصره الّذى يبصر به، ويده الّتى يبطش بها، ورجله الّتى يمشى بها))، واجعل الحجاب الأعظم من حيث الافاضة والتلقين حياة روحى، "وكذالك أوحينا اليك روحا من أمرنا" (سورة الشورى)، "وانّك لتلقّى القرآن من لدن حكيم عليم" (سورة النمل).

وروحه من حيث التوصّل والتمكين سرّ حقيقتى حتّى أتذوّق سرّ "واذ قال ربّك للملائكة انّى جاعل فى الأرض خليفة" (سورة البقرة)، وحقيقته من حيث الهداية واليقين جامع عوالمى الظاهرة والباطنة فى جميع أطوارها الجليّة والخفيّة، لأتحقّق بالوراثة النبويّة، والخلافة المحمّديّة، "وانّك لتهدى الى صراط مستقيم (*) صراط الله" (سورة الشورى)، "وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" (سورة السجدة) بتحقيق الحقّ الأوّل فى التعيّن الأوّل باشارة ((كنت أوّل النّاس خلقا وآخرهم بعثا، وجعلنى فاتحا وخاتما))، مع بشارة "واذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه" (سورة آل عمران)، يا أوّل ليس لأوّليّته ابتداء، يا آخر تقدّس عن لحوق الفناء، يا ظاهر لا يلحقه خفاء، يا باطن تردى برداء العظمة والكبرياء اسمع ندائى مع ظهور فقرى اليك والتجائى بما سمعت به نداء عبدك زكريا واجعلنى صادق القول وفيّا، وارزقنى قلبا تقيّا، من الشرك نقيّا، لا جافيا ولا شقيّا، وانصرنى بك لك نصرا مؤزّرا "ان ينصركم الله فلا غالب لكم" (سورة آل عمران) وأيّدنى بك لك تأييدا مظفرّا حتّى أكون فى جماعة "أولئك كتب فى قلوبهم الايمان وأيّدهم بروح منه"  (سورة المجادلة)، واجمع بينى وبينك بقطع العلائق النفسانيّة، ومنع القواطع الشهوانية، حتّى أشرف بخطاب "يآ أيّتها النّفس المطمئنّة (*) ارجعى الى ربّك راضية مرضيّة" (سورة الفجر) وحل بينى وبين غيرك حتّى لا أشاهد فى الكون الاّ أثر احسانك وبرّك "وما بكم من نعمة فمن الله" (سورة النحل) (((الله.الله.الله))) الله واحد أحد، الله وتر صمد، الله لم يكن له كفوا أحد، الله قويّ قادر، الله عزيز قاهر، الله عليم غافر "انّ الّذى فرض عليك القرآن.." وأوجب عليك البيان "..لرادّك الى معاد" (سورة القصص) يوم تحقّ لك السيادة على جميع العباد "ومن اللّيل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا" (سورة الاسراء)، "ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشدا" (سورة الكهف)، واغفر لنا مغفرة عامّة تجلو عن القلب كلّ صدا، ورقّنا فى معارج مدارج "انّ الله وملائكته يصلّون على النّبى يآ أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما" (سورة الأحزاب).   

اللهمّ صلّ وسلّم على سيدنا محمّد سيد المرسلين, وخاتم النبيّين, وامام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين وشفيع المذنبين, اللهمّ اجعل شرائف صلواتك ونوامى بركاتك على سيدنا محمد رسول الخير وامام الهدى, ونبى التوبة وعين الرحمة. اللهمّ اجعل أفضل صلواتك وأزكاها, وأجلّ تسليماتك وأنماها, على من أرسلته رحمة عامة, وبعثته نعمة مهداة, سيدنا محمد الذى شرحت صدره, ورفعت ذكره, وقرنت اسمه باسمك, وجعلت طاعته من طاعتك, وخلعت عليه من وصفك ونعتك. اللهمّ ارزقنا تمام محبّته واتّباع سنّته, والتأدّب بآداب شريعته, والتمسك بأذيال آله وعترته, واحشرنا فى زمرته, واجعلنا فى الرعيل الأوّل من أهل شفاعته. اللهمّ انا نتوسل به اليك, ونستشفع به لديك, أن تقبل أعمالنا, وأن تحسّن أحوالنا, وتنير بالمعارف قلوبنا, وتفرج من كدورات الأغيار كروبنا, "ربّنا عليك توكّلنا واليك أنبنا واليك المصير" (سورة الممتحنة), "قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين" (سورة الأعراف), "ربّنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" (سورة البقرة), "ربّنا انّنا سمعنا مناديا ينادى للايمان أن آمنوا بربّكم فآمنّا ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّرعنّا سيّئاتنا وتوفّنا مع الأبرار(*) ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انّك لا تخلف الميعاد" (سورة آل عمران), "قل اللهمّ مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء بيدك الخير انّك على كلّ شىء قدير(*) تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل وتخرج الحىّ من الميّت وتخرج الميّت من الحىّ وترزق من تشاء بغير حساب" (سورة آل عمران), "شهد الله أنّه لا اله الاّ هو والملائكة وأولوالعلم قائما بالقسط لا اله الاّ هو العزيز الحكيم" (سورة آل عمران), شهدنا بذلك وأقررنا به, فاكتب اللهمّ شهادتنا عندك وأعظم جزاءنا عليها, وأكرم نزلنا بها, واجعل حجّتنا لديك يوم لقائك, ونجّنا بها من سوء عذابك "يوم لا يخزى الله النبىّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انّك على كلّ شيء قدير" (سورة التحريم), "الله لا اله الاّ هو الحىّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما السماوات وما فى الأرض من ذا الّذى يشفع عنده الاّ بعلمه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الاّ بما شاء وسع كرسيّه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلىّ العظيم" (سورة البقرة), "هو الله الّذى لا اله الاّ هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم (*) هو الله الّذى لا اله الاّ هو الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون (*) هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما فى السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم" (سورة الحشر).

·        سورة الاخلاص (ثلاث مرات)
·        سورة الفلق (ثلاث مرات)
·        سورة النّاس (ثلاث مرات)
·        سورة الفاتحة

"سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون (*) وسلام على المرسلين (*) والحمد لله ربّ العالمين" (سورة الصافات).

No comments:

Post a Comment

Blog Archive

About Me

My photo
أحمد فخرانى, جاكرتا الاندونيسى مولدا, القدسى والقاهرى نشأة, الأزهرى منهجا, الشافعى مذهبا, السنّى عقيدة, الصدّيقى سلسلة,الدرقاوى اسنادا, الشاذلى طريقة, النبوى وراثة, المحمدى خليفة, الرحمن عبدا, الرحيم رحمة.

Pages