Wednesday, June 22, 2011

الوصية الجامعة

(الوصية الجامعة)
وهذه رسالة كتبها مولانا و إمامنا و منشيء العارف الأكبر سيدي الشيخ السيد محمد بن الصديق لأهل مدينة العرائش بالمغرب الأقصى وهي :
إلى أخواننا في الله و أحبائنا فيه كافة فقراء العرائش :
حفظكم الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالي (أما بعد) فأحبكم أحبكم الله ورسوله أن تقوموا بالوظائف الدينية القلبية و القالبية ففيها السعادة الأخروية و الراحة الأبدية فمن الوظائف النطق بالشهادتين مع اعتقاد معنا هما الذي هو ثبوت الوحدانية لله ذاتا وصفة وفعلا وثبوت رسالة مولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم مع تصديقه فيما جاء به عن الله و أتباع أوامره واجتناب نواهيه فمنها وهو أهمها بعد الشهادتين أداء الصلوات الخمس في أوقاتها المعينة لها مع الجماعة و الإتيان بجميع شروطها من الطهارة الكبرى والصغرى و استقبال القبلة وستر العورة وإتقان الوضوء باتفاق الاستبراء الذي هو استفراغ ما في المحلين من الأذى مع الأستجمار بالحجارة إن أمكن و الغسل بالماء بعده والإتيان بجميع الفرائض و السنن و المستحبات و لابد مع هذا من المحافظة علي النوافل كالوتر والفجر و الرواتب القبلية والبعد ية ومنها الزكاة فأوردها إن وجبت عليكم ولابد فإنها طهارة و بركة و سبب للغني و احفظوا مع هذا جوارحكم التي هي الأذن والعين و اللسان و البطن و الفرج والرجل من المنهيات فلا تسمعوا إلا الوعظ و الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و لا تنظروا إلي ما لا يحل لكم من النساء والصبيان والأمتعة واحفظوا ألسنتكم من الكذب والغيبة والنميمة والزور والبهتان من إذابة الناس في أبدانهم وأموالهم وبطونكم من الحرام و فروجكم من مماسة ما لا يحل لكم و أرجلكم من المشي في غير طاعة الله وقلوبكم من العجب و الكبر و الرياء والحسد و البغض والغل والحقد و الغش والخديعة والمداهنة وحب الرياسة والتقدم وحب المدح وخوف الذم والاهتمام بالرزق والخوف من الخلق وتفكروا في مصنوعات الله واستحضروا إطلاعه عليكم في جميع الحالات و لا تستعظموا هذا انه سهل
أن استعنتم عليه بالله ثم المؤكد به عليكم الاجتماع لذكر الله وقت فراغكم من الاشتغال و خصوصا فيما بين المغرب و العشاء وفيما بين صلاة الصبح و طلوع الشمس ففي هذين الوقتين من الفضل والثواب شيء عظيم وتزاوروا في الله و تحابوا فيه وواسوا محتاجكم و صلوا أرحامكم و عودوا مرضاكم وتواصوا بالصبر واحتملوا أذي من أذاكم و لا تجالسوا من يقطعكم عن ذكر الله و لا تخالطوه فانه يميت قلوبكم و في موتها فساد الدين وضعف اليقين و في ذكر الله ذكره و رضاه و مجالسته و طمأنينة القلب و في الاجتماع عليه رياض الجنة و عشيان الرحمة ونزول السكينة و حفوف الملائكة حسبما وردت به الأخبار و صحت عن رسول الله صلي عليه و سلم الآثار وإياكم
و الإنصات لمن يصدكم أو يلومكم فانه شيطان مارد مطرود شارد و لاتسيئوا لأحد من عباد الله و لا تخافوه و لا ترجوه فإن الأمور كلها بيد الله لا يملك أحد لأحد منها ضرا و لا نفعا و لا خفضا و لا رفعا وصونوا قلوبكم من الطمع في الخلق فإنه الفقر الحاضر و الذل الظاهر و أعلموا أنكم إن فعلتم هذا ثبت خصوصيتكم ونلتم مطلوبكم من ربكم أعانكم الله و قواكم و من نزغات الشيطان حفظكم و وقاكم و السلام .

No comments:

Post a Comment

Blog Archive

About Me

My photo
أحمد فخرانى, جاكرتا الاندونيسى مولدا, القدسى والقاهرى نشأة, الأزهرى منهجا, الشافعى مذهبا, السنّى عقيدة, الصدّيقى سلسلة,الدرقاوى اسنادا, الشاذلى طريقة, النبوى وراثة, المحمدى خليفة, الرحمن عبدا, الرحيم رحمة.

Pages