Sunday, May 1, 2011

سماحة الشيخ يسرى رشدى بن جبر الحسنى, شيخى المربى فى مصر


الفقير إلى الله يسري رشدي السيد جبر القاهري مولدا ونشأة، الحسني نسبا, السني عقيدة, الشافعي مذهبا الصديقي طريقة, الشاذلي مشربا, الأزهري إجازة. 

 المولد والنشأة
ولدت في 23 / 9 / 1954 بحي روض الفرج بالقاهرة تلقيت التعليم بالمدارس الحكومية حتى التحقت بكلية الطب جامعة القاهرة وتخرجت منها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف ديسمبر 1978م وحصلت على ماجستير الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية من جامعة القاهرة نوفمبر 1983 وحصلت على دكتوراه الجراحة العامة من جامعة القاهرة مايو 1991م وزمالة جمعية الجراحين الدولية في مايو 1992م ثم التحقت بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر 1992م وحصلت على ليسانس الشريعة الإسلامية بتقدير جيد جدا 1997م .

حفظ القرآن الكريم
بدأت حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم أثناء دراستي بكلية الطب على يد فضيلة الشيخ عبد الحكيم بن عبد السلام خاطر ( حاليا ضمن لجنة مراجعة القرآن الكريم بالمدينة المنورة ) وختمته حفظا سنة 1985 وعلى يد الشيخ محمد آدم وختمت على الشيخ محمد بدوي السيد بالسند المتصل إلى حفص الذي قرأ على عاصم ابن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وزر بن حبيش – الأول عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم ، والثاني عن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما – وهم عن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأنام وخاتم المرسلين عن أمين الوحي جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ عن رب العزة سبحانه وتعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه.
  
المشايخ
حضرت على الشيخ الحافظ التيجاني موطأ الإمام مالك من سنة 1976 حتى سنة 1978 ثم انتقل إلى رحمة الله
حضرت على الشيخ محمد نجيب المطيعي صاحب تكملة المجموع بشرح المهذب من سنة 1978 حتى سنة 1981 صحيح البخاري وحاشيتي قليوبي وعميرة على شرح المنهاج في الفقه الشافعي وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي وأجازني بأسانيده في الفقه والحديث.

حضرت على السيد الحجة العارف بالله سيدي عبد الله ابن الصديق الغماري الحسني كتاب الشمائل للترمذي في رمضان في رمضان 1400 – 1980 بمسجد رشدي بالدقي بالإسناد المتصل وأخذت منه الطريقة الصديقية الدرقاوية الشاذلية بالقاهرة في نفس العام وكذلك حضرت عليه في أجزاء من الموطأ للإمام مالك واللمع في علم الأصول بقراءة الشيخ د: علي جمعة عليه واستفدت بصحبته كلما جاء إلى مصر بتوجيهاته ودعواته وفتاويه ومؤلفاته حتى توفاه الله بطنجة في 21 شعبان 1413 هـ 12 / 2/1993 يوم الجمعة.

وتعرفت على فضيلة الشيخ أحمد المرسي من علماء الأزهر الشريف النقشبندي طريقة وكان صديقا لفضيلة الشيخ عبد الله الصديق الغماري وزرته كثيرا واستفدت منه لطائف ومعارف فجزاه الله خيرا ورحمه الله
حضرنا على فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة أستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر وكان تلميذا للسيد عبد الله الصديق الغماري كتاب الورقات للإمام الجويني في علم الأصول وجمع الجوامع بالأزهر الشريف وقراءة صحيحي البخاري ومسلم بالأسانيد المتصلة وأجزاء من سنن أبي داود ومقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث ومغني المحتاج للخطيب الشربيني في الفقه الشافعي ومسائل في الأشباه والنظائر للسيوطي وشرح الخريدة البهية في علم التوحيد للشيخ أحمد الدردير وفتح القريب المجيب لابن قاسم الغزي على متن الغاية والتقريب وحضرنا مع فضيلته على السيد عبد الله الصديق الغماري في كتب اللمع والشمائل ومناقشة مسائل في أصول الفقه وفروع كثيرة في الفقه ومازلت أحضر دروس فضيلته في مسجد السلطان حسن والأزهر الشريف وأجازنا في كتب الحديث والمسانيد وفقه الشافعية ومازلت أحضر له وأستفيد منه فجزاه الله عنا خيرا وبارك الله لنا فيه ونفعنا بعلومه في الدارين.

وحضرت للشيخ اسماعيل صادق العدوي شيخ الجامع الأزهر موطأ الإمام مالك بمسجد سيدي أحمد الدردير بالأزهر وكذا تفسير بعض سور من القرآن الكريم بالمسجد الحسيني بالقاهرة ولازمته عدة سنوات وسافرت معه إلى صعيد مصر لزيارة الصالحين وتعلمت منه حقائق كثيرة في علم التصوف ولمحات ولفتات روحانية عالية ودعا لي كثيرا فجزاه الله عني وعن المسلمين خيرا ورحمه الله رحمة واسعة.

وقرأت النحو وأجزاء من فقه الشافعية على الشيخ كمال العناني مدرس الفقه بكلية الشريعة أثناء دراستي بكلية الشريعة.
وكذلك قرأت الأحوال الشخصية ومواضيع من فقه المعاملات على الشيخ د: نصر فريد واصل مفتي مصر سابقا وذلك أثناء دراستي بكلية الشريعة.

وأجازني فضيلة الأستاذ الإمام محمد زكي إبراهيم الحسيني نسبا الشاذلي طريقة بجميع مروياته في الكتب الستة ومسند الشافعي والأم ومسند أبي حنيفة وسنن البيهقي ومعاجم الطبراني الثلاثة وابن عبد البر وعبد الرزاق وموطأ مالك ومصنفات القاضي عياض والإمام النووي والحاكم والشوكاني والديلمي وابن عابدين وابن قدامة وابن رجب وابن السني والصنعاني والنبهاني والشعراني وابن القيم والسنوسي الكبير والعيدروس وغيرهم وذلك في رمضان 1418 يناير 1998.

التقيت بمكة بالسيد محمد بن علوي المالكي الحسني بمنزله عدة مرات وأجازني في مؤلفاته فجزاه الله عني وعن المسلمين خيرا.

أجازني مسند الإسكندرية الشيخ الفاضل الأستاذ محمد إبراهيم عبد الباعث الحسيني الكتاني بمروياته والتقيت به كثيرا وما زلنا على اتصال وكان والده رحمه الله من أصدقاء وأحباب السيد عبد الله الصديق الغماري.

حضرت شرح الآجرومية في علم النحو وكذلك ألفية ابن مالك وأجزاء من إعراب القرآن الكريم وعلم العروض على فضيلة الأستاذ محمد حسن عثمان أستاذ اللغويات بالأزهر الشريف.

والتقيت وسافرت مع فضيلة الشيخ الحبيب علي الجفري الحسيني وتبادلنا الإجازات والدعوات واستفدت كثيرا بصحبته ومازلنا على اتصال.

وحضرت دروس العقيدة مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد ربيع الجوهري أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين بالقاهرة.
بالإضافة إلى مشايخنا وأساتذتنا بالأزهر الشريف أثناء فترة دراستي بكلية الشريعة.

ما ألقاه من دروس وتم تسجيلها
شرح كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمنيل الخميس أسبوعيا (تم).
شرح كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي بمسجد الشريف بالروضة الثلاثاء أسبوعيا (تم).
شرح الحكم العطائية في تراويح رمضان على مدى عدة سنوات.
شرح الرسالة القشيرية بالأزهر الشريف صباح يوم السبت أسبوعيا.
شرح صحيح البخاري بمسجد الأشراف بالمقطم الثلاثاء أسبوعيا.
شرح صحيح مسلم بشرح النووي يوميا بعد الفجر بمسجد الأشراف.
شرح كتاب حاشية البيجوري على ابن قاسم الغزي في فقه السادة الشافعية يوم السبت أسبوعيا بمسجد الأشراف.
شرح كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ليلة العيد (تم).
شرح جزء من كتاب رياض الصالحين بمسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر.
الشرح الثاني للشفا للقاضي عياض بمسجد أبي بكر الصديق بالمقطم الأربعاء أسبوعيا

.

وصية علماء الأزهر الشريف

  : 
- الدكتور علي جمعة يلمح إلى أن 20 إبريل هو يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ويشدد على أن منهج الأزهر هو منهج الحب والرحمة
- الشيخ الكتاني يسأل.. ماذا ورث السلف من أخلاق السلف؟

اختتم فضيلة العلامة الشيخ أسامة السيد الأزهري مجلس الشمائل المحمدية أمس الأربعاء في رحاب الأزهر الشريف وبرعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبحضور سماحة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، والعلامة المحدث الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني والعلامة المحدث الشيخ محمد زكي الدين أبو القاسم والعلامة الدكتور طه الدسوقي حبيشي والعلامة الدكتور سعد جاويش والعلامة الدكتور حسن الشافعي والعلامة الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب والعلامة الدكتور جمال فاروق والعلامة الدكتور يسري رشدي السيد جبر.
وقد انعقد مجلس ختم قراءة كتاب الشمائل المحمدية والخصال المصطفوية للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، حيث جرت عادة الأقدمين من الحفاظ والمحدثين على أن يعقدوا المجالس المشهودة لقراءة كتب السنة المطهرة ثم أن يكون مجلس الختم مجلسا خاصا حافلا بالعلماء يدعى إليه الأعيان ويسرد فيه المجلس الأخير من الكتاب قراءة ثم تقع الإجازة بالأساليب المتصلة من السادة العلماء الحضور للحاضرين بالكتاب وبسائر مروياتهم، ولقد انعقد هذا المجلس لهذا المقصد الشريف إلا أنه أضيف إليه مقصد آخر وهو الالتفاف والنصرة والاحتواء والمبايعة لعالم جليل من كبار علماء الأمة الشيخ حسن الشافعي المتكلم المتبحر الفيلسوف واللغوي المتمكن فكان هذا المجلس جامعاً لهذين المقصدين
وقد ألمح المفتي إلى مناسبة أخرى جليلة وهي أن اليوم الأربعاء الموافق 20 ابريل هو اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالتاريخ الميلادي، فكان من جميل التوفيق أن ينعقد مجلس ختم كتاب الشمائل المحمدية في هذا اليوم الأغر الذي يوافق مولده صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا أن يكون إيذانا بميلاد علوم الحديث وعلوم السنة النبوية المطهرة وإعادة إحيائها ورفع لوائها في رحاب الجامع الأزهر الشريف معقل العلم وحصن الدين.
وأوضح الشيخ أسامة الأزهري أن أكابر علماء الأزهر الشريف كانوا يقرؤون كتاب الشمائل المحمدية وعلى رأسهم  الإمام الشيخ برهان السقا خطيب الجامع الأزهر ومن بعده ولده الإمام العلامة محمد إمام السقا في شهر رمضان من كل سنة، فهذا المجلس يمت بأعرق نسب إلى أكابر العلماء الذين أقرءوا كتاب الشمائل ودرج خطوهم الشريف في الجامع الأزهر
وقد افتتح المجلس بآيات مباركة من القرآن الكريم بتلاوة الشيخ الدكتور ناصر أبو عامر الأزهري، قام الشيخ أسامة السيد الأزهري بعدها بقراءة المجلس الأخير - مجلس الختم - من كتاب الشمائل للإمام الترمذي، ثم تبعته كلمة للإمام العلامة الشيخ حسن الشافعي والتي أوضح فيها تشجيع الإسلام وإرشاده وتشجيعه على طلب علم النبي صلى الله عليه وسلم من خلال قول الله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:122] حيث كان طلب العلم ممزوجا بالنفر وهو الرحلة والخروج والسفر إلى الجهاد والعلم ثم استقل كل منهما عن الآخر فالنفر في طلب العلم سنة ماضية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وأتباعهم إلى هذا العصر الذي مازال مربوطا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل قوم يخلق الله في قلوبهم داعية المحبة لعلوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلوم القرآن الكريم.
وأوضح فضيلته أن النفرة الآن تكون لطلب فقه الكتاب وفقه السنة على ما وضعه أئمة الأمة من قواعد الفهم والتأويل والتفسير والبيان لكتاب الله تعالى وسنة رسوله التي صارت علوما ناضجة كأصول الفقه وعلم الفقه بفروعه وعلم أصول الدين وعلم الكلام والعقيدة وغيرها، مضيفاً أن الرحلة وما حض عليه النبي ص من النفر والرحلة والسعي والحرص على طلب علوم الكتاب والسنة يكون بالحرص على تلك القواعد والعلوم المستقرة الناضجة التي بها يفهم الكتاب والسنة، فبعض الناس تزعم أنهم يفهمون الكتاب والسنة بفهم السلف وهذا تعريف فاسد لأنه تعريف الشيء بنفسه والمفروض أن التعريف أوضح من المعرف وأن الشيء لا يعرف بنفسه وإنما يفهم الكتاب والسنة طبقا للعلوم الشرعية المستقرة الناضجة المأخوذة عن أهل القرون الفاضلة كأبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد، فمن كان سلفيا حقا فعليه أن يطلب علومهم وأن يفهم كتاب ربه وسنة نبيه على ما وضعوا من قواعد وما تركت العرب من لغة مستقرة عالية شريفة.
وأشار الشيخ الشافعي أنه من واجب طالب علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا السماع والتلقي الدقيق عن أهل العلم بالسند الموصول ما أمكن ذلك ثم الوعي موضحاً أن الوعي درجتان أولا أن يعي كلمات النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرق منها شيئا، وكما كان يقول أصحابه رضي الله عنهم "سمعت أذني ووعى قلبي"، ثم الوعي الثاني يتفاوت فيه العلماء وهو الفهم والبيان ثم الدعوة ونشر العلم على الأصول وطرق الفهم والتفسير التي وضعها أئمة القرون الفاضلة وليس من يأتي بعد ذلك في قرن سادس أو سابع أو ثامن.
وفي ختام كلمته قدم الشيخ حسن الشافعي إجازته لكل السامعين إجازة عامة في الأسانيد الموصولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حضر المجلس بتواضع شديد من فضيلته.
أما كلمة الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية فقد ألقاها الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني والتي أوضح خلالها  أنه مع وجود التعددية الفكرية والسياسية الحالية التي ما ظهرت هذا الظهور على الساحة إلا لهذه الظروف التي تمر بها بلادنا والتي تذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "يأتي في آخر الزمان قوم، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية" والملفت في الحديث هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره "يظهرون على حين فرقة من الناس" وهذا واقع فلم تعلو أصواتهم إلا على حين فرقة من الناس وهذا ينذر بأن الشر لا يأتي من قبل أعداء وخصوم الإسلام فقط، وإنما يأتي من قبل الأدعياء الذين يزاحمون العلماء بمناكبهم والذين يكفرون العامة بل في بعض الأحيان يكفرون أعيان الأمة، فهؤلاء يمثلون بلاء الأمة فلم يسلم منهم أحد لا من العلماء ولا من أعيان الأمة ولا من رموزها، وإن كانوا يدعون السلفية فماذا ورثوا من أخلاق السلف؟ وماذا ورثوا من أخلاق النبوة؟ وماذا ورثوا من الأدب الذي يتعين في طالب العلم؟ مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"
وأضاف عدم اعتقاده أن تحصيلهم للعلم هو تحصيل مؤصل أو مسدد مشيرا في هذا المقام إلى قاعدة للشيخ  زروق رحمه الله يقول فيها "إن المتكلم في أي فن من فنون العلم إن لم يلحق فرعه بأصله ويحقق أصله من فرعه ويصل معقوله بمنقوله وينسب منقوله لمعادنه ويعرض ما فهم على ما استنبط من طريق أهله فسكوته أولى من كلامه "    
فأين هؤلاء من المناهج العلمية المؤصلة التي ما عرفت إلا من طريق الدراسة في هذه الجامعة العريقة - جامعة الأزهر الشريف – التي تتبنى حماية هذه الشريعة والعقيدة على نهج السلف الصحيح بفهم الأكابر لا بفهم الأصاغر كما ورد في حديث أبي أمية الجمحي "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر" فهم يرون أنهم الفرقة، وإذا قلت لهم ينبغي أن تكونوا مع جماعة المسلمين قالوا أن جماعة المسلمين هم فرقتنا، ظنا منهم أنهم هم حماة الدين وأنهم معاقل التوحيد يخشون على أمة التوحيد من الشرك، موضحا أنهم قد قاموا بنقل بعض المسائل من حيزها والتي كان الخلاف فيها بين الجواز والمنع أو الإباحة والحظر إلى حيز آخر تحت مسمى آخر مثل إقامة الأضرحة في المساجد فبدلا من زيارة الصالحين جعلوها عبادة القبور فلما انتقلت إلى هذا الحيز تحت هذا المسمى أرادوا نقلها إلى الأصول، وبذلك يكون الخلاف فيها دائراً بين الإيمان والشرك، وهذه مسألة في منتهى الخطورة أن نذهب إلى التأول في هذه النصوص، ولا شك أن تكفير المسلم بأمر أو بشبهة تتسع لها الشريعة بتأويلاتها واعتباراتها يعد إلزاما بما لا يلزم، فالمسلم الواعي لا يخفى عليه هذا الأمر ولا تغيب عنه هذه الحقيقة فينبغي أن نعقل.
واختتم الشيخ الكتاني الكلمة كعادة العلماء في مثل هذه المجالس بمنحه الحضور إجازة عامة بكل ما صحت له روايته وثبتت له درايته.
من جانبه أكد مفتي الديار المصرية الإمام العلامة الدكتور علي جمعة أن المسلمين اهتموا بتلك الشمائل لأن حب النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة شأنه من الإيمان والذي يعرف الرسول يجب عليه أن يصدقه ثم أن يفهمه ثم أن يعيش فيه وأن يعيش به وهذا هو الفرق بين المنهج الأزهري ومنهج المتشددين المتنطعين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون" وقال: "من يرغب عن سنتي فليس مني" وقال: "من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة"
وأشار المفتي إلى أن الأزهر وعلمائه عرفوا أنه يجب أن نسلك طريق العلم فتعلموا العلم الشريف وجعلوا طريقه مقيدا بالكتاب والسنة واطلعوا على علوم اللغة العربية ووقفوا عند الحروف والكلمات ودققوا وحققوا وللعبارات رققوا، وكان شيخ الإسلام البرهان الباجوري يقول: "التحقيق فالتدقيق فالترقيق فالتزويق فالتنميق" فلم يقفوا فقط عند المباني بل أيضا وقفوا عند المعاني والعكس وصلح باطنهم وظاهرهم وخالفهم الناس فيمن ذهبوا يتفرقون في سبيل غير سبيل الله فكان ما كان وظل الأزهر شامخا إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين.
وقدم الإمام إجازته للحاضرين قائلاً :"أجيزكم حتى تحملوا الراية جيلا بعد جيل إجازة عامة بكل ما لي فيه الرواية وإجازة بخصوص هذا المجلس الشريف للشمائل الترمذية المحمدية"
وشدد فضيلته على أن منهج الأزهر هو منهج حب قد انبثق عن منهج رحمة ، حيث سمع العلماء رسالة ربهم ورأوا أول شيء بادرهم به وهو {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:1] ، ورأوا أنه سبحانه وتعالى قد وصف نبيه بالرحمة بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، كما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يصف نفسه فيقول: "إنما أنا رحمة مهداه" لذا جعلوا الرحمة منهجهم، وهذا هو الفرق بين المنهج الأزهري والمتشددين، وهذا ما نسميه بمنهج الرحمة الذي انبثق عنه الحب الذي رأيناه في تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من المدائح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن القلوب الرقيقة والدموع التي تنزل عند ذكره عليه الصلاة والسلام، وبين تلك القلوب القاسية والوجوه العابثة فيما يسمى بمنهج العبوث، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يضحك حتى تظهر نواجزه وكان يتبسم حتى قال: "إن التبسم في وجه أخيك صدقة" وكلما نظرنا في وجه كثير من هؤلاء إلا من رحم ربي  نرى أنه إذا أراد أن يتبسم ابتسم ابتسامة سخرية لذا ليس على الله بمستغرب أن يفعل فيهم هذا وأن يوقعهم من ورطة إلى ورطة إلى أن يصرف عنا سوءهم، وقد قرأنا كتبهم فوجدنا أنها شيء يشيب منه الأقرع لا يستوعبه الإنسان متسائلا كيف هذا؟ وموضحا أننا تلقينا أسانيد الرواية وعلوم الدراية وكان أشياخنا يقولون لا ينفع العلم إلا بالأدب، وكانوا يرون أن التزكية جزأ لا يتجزأ من منظومة العلم، أما إذا خلت المعلومات عن تلك المنظومة المتكاملة وعن الأدب فإنها معلومات لا ترقى أبدا إلى مرحلة العلم، مشيرا إلى قول الشاعر:
                 تصدر للتدريس كل مهوس           بـلـيد تسـمى بالفقيـه المدرس
                 فحق لأهل العلم أن يتمثلوا           ببيت قديم شاع في كل مجلس
                 لقد هزلت، حتى بدا من هزالها       كلاها وحتى سامها كل مفلس
وختم فضيلته حديثه بعدة نصائح لطلبة العلم فقال: لا تتكلم قبل أن تتعلم، ولا تتصدر قبل أن تتعلم، فإن من تصدر قبل أن يتعلم كمن تزبب قبل أن يتحصرم، فهذا كلام لا يرضي الله، وكيف تترك الطبيب وتذهب إلى من قرأ مجلة الدكتور، فهل من قرأ مجلة الدكتور يمكن أن يكون جراحا للقلب؟ هذا هو الحال، مؤكداً على أن الأزهر يفتح أبوابه لمن أراد أن يتعلم، ولكن من يأتي الأزهر يأتي متعلما لا متكبرا، فمن تواضع لله رفعه، ولا يقول إني عالم ففوق كل ذي علم عليم.

About Me

My photo
أحمد فخرانى, جاكرتا الاندونيسى مولدا, القدسى والقاهرى نشأة, الأزهرى منهجا, الشافعى مذهبا, السنّى عقيدة, الصدّيقى سلسلة,الدرقاوى اسنادا, الشاذلى طريقة, النبوى وراثة, المحمدى خليفة, الرحمن عبدا, الرحيم رحمة.

Pages