Tuesday, June 14, 2011

المعارف الذوقيّة فى الوظيفة الصدّيقيّة


المعارف الذوقيّة فى الوظيفة الصدّيقيّة
(صلوات السيد عبدالسّلام بن بشيش رضى الله عنه مع شرح السيد عبد الله بن الصدّيق الغمارى رضى الله عنه)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
"انّ الله وملائكته يصلّون على النبىّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما "

اللّهم صلّ و سلّم بفيض جودك الواسع الممدود على قطب الوجود وعين أعيان دائرة الشهود المتوّج بتاج "انا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا (*) وداعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا" (سورة الأحزاب) من منه انشقّت الأسرار المودعة فى نور روحانيّته  ,الموصوفة ب((كنت نبيّا وآدم بين الروح والجسد))* وانفلقت الأنوار المشعّة من ذاته على عالم الكون تهديه الى الأبد،"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين(*) يهدى به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام" (سورة المائدة) وفيه ارتقت الحقائق الممكنة الكامنة فى عالم الثبوت، لأنّه الانسان الكامل الصفات والنعوت، وتنزّلت علوم آدم بتجلّى "وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" (سورة النساء).

فأعجز الخلائق بلوغ مداه، كيف ولواء الحمد بيده، تحته آدم ومن عداه، وله تضاءلت الفهوم فى سائر العلوم، بافاضة ((رأيت ربّى فى أحسن صورة فوضع يده بين كتفىّ، حتّى وجدت بردها فى نحرى، فتجلّى لى كلّ شيء وعرفت)) فلم يدركه منّا سابق باجتهاد الأعمال، ولا لاحق أدركه فيض النّوال، فرياض الملكوت بزهر جماله السّارى فى عالم الوجود مونقة، وحياض الجبروت بفيض أنواره المتلألئة فى عالم الشهود متدفّقة, ولا شيء الا وهو به منوط فى كلّ عروج  وهبوط، اذ لولا الواسطة فى وصول الامداد وحصول الاسعاد لذهب كما قيل الموسوط بدليل ((انّما أنا قاسم والله يعطى)) "ولو أنّهم اذ ظلموآ أنفسهم جآءوك فاستغفرواالله واستغفر لهم الرّسول لوجدواالله توّابا رحيما" (سورة النساء)، صلاة كاملة تليق بك من حيث ألوهيّتك. صادرة منك من حيث ربوبيّتك، تزجى اليه تكريما لقدره العظيم، مصحوبا بخلعة "لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" (التوبة).

وسلاما تامّا يتنزّل فى معارج القدس على بساط الأنس، يليق به كما هو أهله، اللّهم انّه سرّك الجامع لجميع الكمالات الانسانيّة، المزكّى من حضرتك العليّة بصفة "وانّك لعلى خلق عظيم" (سورة القلم) الدالّ بجميع الحالات عليك المؤيّد منك بشهادة "والله يعلم انّك لرسوله" (سورة المنافقون)، "من يطع الرسول فقد أطاع الله" (سورة النساء)، "قل ان كنتم تحبّون الله فاتّبعونى يحببكم الله" (سورة آل عمران)  وحجابك الأعظم القائم لك بتمام العبوديّة. شكرا على من أوليته من رفيع الرتبة وعظيم المنزلة، "انّا فتحنا لك فتحا مبينا (*) ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ويتمّ نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما (*) وينصرك الله نصرا عزيزا" (سورة الفتح).

الخاضع بين يديك لمقام الربوبيّة الذى شرّفته فى مقام القرب بشرف "سبحان الّذى أسرى بعبده" (سورة الاسراء)، "فأوحى الى عبده مآ أوحى" (سورة النجم) اللّهم ألحقنى فى الباطن و نفس الأمر بنسبه الجسمانى، الحاقا يجبر ما نقص من رواتب الأعمال، ويصل ما انقطع من واردات الأحوال، حتّى أسعد بالاندراج فى عموم قضيّة ((كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الاّ سببى ونسبى))، وحقّقنى فى نفسى وحالى ووجدانى بحسبه الروحانىّ، تحقيقا يقطع منّى حظّ الشيطان، ويدخلنى فى زمرة "انّ عبادى ليس لك عليهم سلطان" (سورة الحجر) وعرّفنى ايّاه معرفة كاشفة لفضائله وفواضله أسلم بها من موارد الجهل بك وبه، فى مخارج الأمر ومداخله، وأكرع بها من موارد الفضل الواصل منك اليه، وأنهل من عين "ومآ أرسلناك الاّ رحمة للعالمين" (سورة الأنبياء)، ((انّما بعثت رحمة مهداة)) واحملنى فى سيرى اليك على سبيله الواضحة المسالك، لا يزيغ عنها الا هالك "قل هذه سبيلى أدعوآ الى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعنى" (سورة يوسف) الى حضرتك القدّوسيّة التى اليها ينتهى سير الواصلين، و عندها تقف مطايا السالكين "وأنّ الى ربك المنتهى" (سورة النجم) حملا محفوفا بنصرتك الرّبانيّة حتّى أنجو من غوائل الطريق ومضلاّت الهوى، وأستمسك بعدّة "وتزوّدوا فانّ خير الزّاد التّقوى" (سورة البقرة)

واقذف بى على جيش الباطل فأدمغه بصولة الحقّ، وأدحضه بقوّة الصدق "فاذا عزم الأمر فلو صدقواالله لكان خيرا لهم" (سورة محمد)، "وما النّصر الا من عند الله" (سورة الأنفال)، وزجّ بى فى بحار الأحديّة الذاتيّة المحيطة بجميع هياكل الحقائق والمعانى، المنزّهة عن الكثرة والقلّة والكلّيّة والجزئيّة والتّباعد والتّدانى "ألآ انّه بكلّ شيء محيط" (سورة فصلت)، وانشلنى من أوحال التوحيد الموقعة فى ظلمات الشبه والتّرديد، الى فضاء تنزيه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (سورة الشورى)، سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك، وأغرقنى فى عين بحر الوحدة الشهوديّة مع القيام بأداء حقوق العبودية "قل كلّ من عند الله" (سورة النساء)، "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك" (سورة النساء)، حتّى لا أرى و لا أسمع ولا أجد ولا أحسّ الاّ بها، تحقّقا وتعلّقا باتحاف عناية ((فاذا أحببته كنت سمعه الّذى يسمع به، وبصره الّذى يبصر به، ويده الّتى يبطش بها، ورجله الّتى يمشى بها))، واجعل الحجاب الأعظم من حيث الافاضة والتلقين حياة روحى، "وكذالك أوحينا اليك روحا من أمرنا" (سورة الشورى)، "وانّك لتلقّى القرآن من لدن حكيم عليم" (سورة النمل).

وروحه من حيث التوصّل والتمكين سرّ حقيقتى حتّى أتذوّق سرّ "واذ قال ربّك للملائكة انّى جاعل فى الأرض خليفة" (سورة البقرة)، وحقيقته من حيث الهداية واليقين جامع عوالمى الظاهرة والباطنة فى جميع أطوارها الجليّة والخفيّة، لأتحقّق بالوراثة النبويّة، والخلافة المحمّديّة، "وانّك لتهدى الى صراط مستقيم (*) صراط الله" (سورة الشورى)، "وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" (سورة السجدة) بتحقيق الحقّ الأوّل فى التعيّن الأوّل باشارة ((كنت أوّل النّاس خلقا وآخرهم بعثا، وجعلنى فاتحا وخاتما))، مع بشارة "واذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه" (سورة آل عمران)، يا أوّل ليس لأوّليّته ابتداء، يا آخر تقدّس عن لحوق الفناء، يا ظاهر لا يلحقه خفاء، يا باطن تردى برداء العظمة والكبرياء اسمع ندائى مع ظهور فقرى اليك والتجائى بما سمعت به نداء عبدك زكريا واجعلنى صادق القول وفيّا، وارزقنى قلبا تقيّا، من الشرك نقيّا، لا جافيا ولا شقيّا، وانصرنى بك لك نصرا مؤزّرا "ان ينصركم الله فلا غالب لكم" (سورة آل عمران) وأيّدنى بك لك تأييدا مظفرّا حتّى أكون فى جماعة "أولئك كتب فى قلوبهم الايمان وأيّدهم بروح منه"  (سورة المجادلة)، واجمع بينى وبينك بقطع العلائق النفسانيّة، ومنع القواطع الشهوانية، حتّى أشرف بخطاب "يآ أيّتها النّفس المطمئنّة (*) ارجعى الى ربّك راضية مرضيّة" (سورة الفجر) وحل بينى وبين غيرك حتّى لا أشاهد فى الكون الاّ أثر احسانك وبرّك "وما بكم من نعمة فمن الله" (سورة النحل) (((الله.الله.الله))) الله واحد أحد، الله وتر صمد، الله لم يكن له كفوا أحد، الله قويّ قادر، الله عزيز قاهر، الله عليم غافر "انّ الّذى فرض عليك القرآن.." وأوجب عليك البيان "..لرادّك الى معاد" (سورة القصص) يوم تحقّ لك السيادة على جميع العباد "ومن اللّيل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا" (سورة الاسراء)، "ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشدا" (سورة الكهف)، واغفر لنا مغفرة عامّة تجلو عن القلب كلّ صدا، ورقّنا فى معارج مدارج "انّ الله وملائكته يصلّون على النّبى يآ أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما" (سورة الأحزاب).   

اللهمّ صلّ وسلّم على سيدنا محمّد سيد المرسلين, وخاتم النبيّين, وامام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين وشفيع المذنبين, اللهمّ اجعل شرائف صلواتك ونوامى بركاتك على سيدنا محمد رسول الخير وامام الهدى, ونبى التوبة وعين الرحمة. اللهمّ اجعل أفضل صلواتك وأزكاها, وأجلّ تسليماتك وأنماها, على من أرسلته رحمة عامة, وبعثته نعمة مهداة, سيدنا محمد الذى شرحت صدره, ورفعت ذكره, وقرنت اسمه باسمك, وجعلت طاعته من طاعتك, وخلعت عليه من وصفك ونعتك. اللهمّ ارزقنا تمام محبّته واتّباع سنّته, والتأدّب بآداب شريعته, والتمسك بأذيال آله وعترته, واحشرنا فى زمرته, واجعلنا فى الرعيل الأوّل من أهل شفاعته. اللهمّ انا نتوسل به اليك, ونستشفع به لديك, أن تقبل أعمالنا, وأن تحسّن أحوالنا, وتنير بالمعارف قلوبنا, وتفرج من كدورات الأغيار كروبنا, "ربّنا عليك توكّلنا واليك أنبنا واليك المصير" (سورة الممتحنة), "قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين" (سورة الأعراف), "ربّنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" (سورة البقرة), "ربّنا انّنا سمعنا مناديا ينادى للايمان أن آمنوا بربّكم فآمنّا ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّرعنّا سيّئاتنا وتوفّنا مع الأبرار(*) ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انّك لا تخلف الميعاد" (سورة آل عمران), "قل اللهمّ مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء بيدك الخير انّك على كلّ شىء قدير(*) تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل وتخرج الحىّ من الميّت وتخرج الميّت من الحىّ وترزق من تشاء بغير حساب" (سورة آل عمران), "شهد الله أنّه لا اله الاّ هو والملائكة وأولوالعلم قائما بالقسط لا اله الاّ هو العزيز الحكيم" (سورة آل عمران), شهدنا بذلك وأقررنا به, فاكتب اللهمّ شهادتنا عندك وأعظم جزاءنا عليها, وأكرم نزلنا بها, واجعل حجّتنا لديك يوم لقائك, ونجّنا بها من سوء عذابك "يوم لا يخزى الله النبىّ والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انّك على كلّ شيء قدير" (سورة التحريم), "الله لا اله الاّ هو الحىّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما السماوات وما فى الأرض من ذا الّذى يشفع عنده الاّ بعلمه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الاّ بما شاء وسع كرسيّه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلىّ العظيم" (سورة البقرة), "هو الله الّذى لا اله الاّ هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم (*) هو الله الّذى لا اله الاّ هو الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون (*) هو الله الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما فى السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم" (سورة الحشر).

·        سورة الاخلاص (ثلاث مرات)
·        سورة الفلق (ثلاث مرات)
·        سورة النّاس (ثلاث مرات)
·        سورة الفاتحة

"سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون (*) وسلام على المرسلين (*) والحمد لله ربّ العالمين" (سورة الصافات).

الشيخ نورالدين على جمعة مفتى الديار المصرية

سيرة الإمام العلامة (مسيرة مجتهد ومجاهد) هو الإمام العلامة الحجة الفقيه الأصولي المفسر، غُرَّة الزمان، مجدد العصر، مفتي الديار المصرية، من أحيا السلف الصالح، ومآثرهم، وأتحف المتقين بإحياء علوم الدين، وأقام الحجة للمؤمنين في مواجهة الملحدين، سيدي ومولاي تاج الرؤوس، وجوهر النفوس أبو عبادة نور الدين علي بن جمعة بن محمد بن عبد الوهاب بن سليم بن عبد الله بن سلمان رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه، وبارك في علمه، وعمله، وعمره، ونفع به. آمين. ***مولده*** ولد رضي الله تعالى عنه، في مدينة «بني سويف» من أعمال صعيد مصر، في فجر يوم الاثنين الموافق السابع من شهر جمادى الآخر سنة 1371هـ، الموافق الثالث من شهر مارس سنة 1952م. ***نشأته *** نشأ الإمام العلامة رضي الله تعالى عنه في بيت علم وتقوى، فتربى على فضائل الأخلاق والقيم الحميدة، وغرست فيه المبادئ النبيلة، ووجد منذ نشأته مكتبة عامرة لأبيه الذي كان حريصًا على الاطلاع والثقافة، ومازالت كثير من هذه الكتب تعمر بها مكتبة شيخنا إلى يومنا هذا، وقد بدأ في تلقي العلم منذ كان عمره خمس سنوات، وحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1963م، وعلى الشهادة الإعدادية سنة 1966م من مدينة «بني سويف»، وكان قد بدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وأتمه قراءة على المشايخ في سنة 1969م ***طلبه للعلم الشرعي*** التحق فضيلة الإمام بجامعة الأزهر الشريف، وبدأ تلقي العلم على كبار المشايخ ممن سنذكرهم في مشايخه، وحفظ كثيرًا من المتون المقررة في الأزهر الشريف، فحفظ «تحفة الأطفال» في التجويد، و«ألفية ابن مالك» في النحو، و«الرحبية» في المواريث، و«متن أبي شجاع» في الفقه الشافعي، و«المنظومة البيقونية» في علم الحديث، وغيرها كثير من الضوابط والفوائد التي أثرت تأثيرا واضحا في علمه واستحضاره. وتخرَّج في جامعة الأزهر في سنة 1979م، ثم أكمل مرحلة الدراسات العليا في تخصص أصول الفقه في كلية الشريعة والقانون، حتى نال درجة التخصص (الماجستير) في سنة 1985م بدرجة ممتاز، ثم حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) بمرتبة الشرف الأولى سنة 1988م، ثم تدرج فى المناصب العلمية بجامعة الأزهر الشريف حتى صار أستاذا للشريعة الإسلامية ، ثم اختير لمنصب مفتى الديار المصرية. *** أهم شيوخه*** أخذ فضيلة الإمام العلم عن مجموعة كبيرة من أكابر علماء العصر أخذ رواية ودراية وبحث وشرح وتحقيق وتحرير ، فمن أهم شيوخه الذين أخذ عليهم العلم من شيوخ وعلماء الأزهر الشريف وغيرهم: - فضيلة العلامة الشيخ المجتهد المحقق السيد عبد الله بن الصديق الغمارى - فضيلة العلامة المحقق الشيخ الحسينى يوسف الشيخ - فضيلة العلامة المحقق الشيخ محمد أبو النور زهير - فضيلة العلامة المحقق الشيخ جاد الرب رمضان جمعة - فضيلة العلامة المحقق الشيخ عبد الجليل القرنشاوى - فضيلة العلامة المحقق الشيخ إبراهيم أبو الخشب - فضيلة العلامة المحقق الشيخ محمود شيخون - فضيلة العلامة المحقق الشيخ طه الزينى - فضيلة العلامة المحقق الشيخ عوض الله حجازى - فضيلة العلامة المحقق الشيخ أحمد مرسى ومن شيوخ فضيلة الإمام رواية : - فضيلة العلامة الشيخ المجتهد الحافظ السيد عبد الله بن الصديق الغمارى - فضيلة الإمام الرائد الشيخ العارف محمد زكى الدين إبراهيم - فضيلة الشيخ العلامة مصطفى أبو العلا الشهير بحامد - فضيلة الشيخ العلامة المسند محمد ياسين الفادانى - فضيلة الشيخ العلامة المحقق المحدث عبد الفتاح أبو غدة - فضيلة الشيخ العلامة الحافظ عبد العزيز الغمارى - فضيلة الشيخ العلامة الحافظ العارف محمد الحافظ التجانى - فضيلة الشيخ العلامة سعيد اللحدى - فضيلة الشيخ العلامة عوض الزبيدى - فضيلة الشيخ العلامة محمد علوى المالكى - فضيلة الشيخ العلامة الفقيه إسماعيل الزين الشافعى اليمنى - فضيلة الشيخ العلامة أديب الكلاس - فضيلة الشيخ العلامة عبد الرزاق الحلبى، ، رحمة الله تعالى على من انتقل منهم إلى الرفيق الأعلى، وأمد فى عمر الأحياء منهم. *** الإجازات العلمية***        :                    حاصل على أعلى الأسانيد في العلوم الشرعية وإجازات من أفاضل العلماء في العلوم الشرعية في الفقه والحديث والأصول وعلوم العربية. ***الوظـــائف***          : •       مفتي جمهورية مصر العربيـة منذ عام 2003 وحتى الآن . •      عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف منذ عام 2004 وحتى الآن. •    عضـو مجمع الفقه التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجـدة. •            أستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة – جامعة الأزهـر. • عضو مجمع الفقه التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة. •          المشرف العام على الجامع الأزهر الشريف منذ سنة 2000م. •   عضو مؤتمر الفقه الإسلامي بالهنــد. •       عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف منذ عام 1995م حتى عام 1997م. ***الأنشطة العلميـة***   : 1)            حصل على بكالوريوس تجارة (قسم محاسبة) من جامعة عين شمس سنة 1973م. 2)       ناقش وأشرف على أكثر من مائة رسالة علمية في جامعات شتى. 3)  شارك كخبيرٍ بمجمع اللغة العربية في إعداد موسوعة مصطلحات الأصول الصادرة عن المجمع. وهو خبيرٌ به حتى الآن. 4)            اشترك في وضع مناهج كلية الشريعة بسلطنة عمان حتى افتتاح الكلية المذكورة وشارك في الافتتاح كعضوٍ مؤسِّس. 5)            اشترك في وضع مناهج جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية SISS بواشنطن. 6)    ألقى الدرس الحسني عام 1994 بحضرة جلالة ملك المغرب ويدعى للدرس كل عام. 7)   عُين مشرفًا مشاركًا بجامعة هارفارد بمصر بقسم الدراسات الشرقية. 8)         عُين مشرفًا مشاركًا بجامعة أكسفورد لمنطقة الشرق الأوسط في الدراسات الإسلامية والعربية. 9)           مثّل الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا وشارك في محاضراتها الثقافية وفي تقويم الأساتذة المساعدين والمدرسين في لجان ترقياتهم. 10)    أسند إليه خطبة الجمعة ودرس الفقه الشافعي بمسجد السلطان حسن منذ عام 1998 حتى الآن. 11)  يقوم بالتدريس بالحلقة الأزهرية بقراءة كتب التراث في العلوم الشرعية والعربية. 12)            شارك في فحص النتاج العلمي للترقية إلى درجة أستاذ وأستاذ مشارك لكثير من جامعات العالم. 13)         وغير ذلك كثير، وقد اقتصرنا هنا على ذكر أهم هذه الأنشطة. ***المؤلفـــــــات***: 1)        المصطلح الأصولي والتطبيق على تعريف القياس. 2)        الحكم الشرعي عند الأصوليين. 3)         أثر ذهـاب المحـل في الحكـم. 4)            المدخل لدراسة المذاهب الفقهية الإسلاميــة. 5)   علم أصول الفقه وعلاقته بالفلسفة الإسلامية. 6)  مدى حجيـة الرؤيــا. 7) النسـخ عند الأصـوليين. 8) الإجمــاع عند الأصــوليين. 9)   آليــات الاجتهــاد. 10)  الإمــام البخـاري وجامعه الصحيح. 11) الإمــام الشافعــي ومدرسته الفقهيـة. 12)     الأوامـر والنواهــي. 13) القيـاس عند الأصولييـن. 14)  تعــارض الأقيســة. 15)            قــول الصحــابي. 16)      المكـاييل والمــوازين. 17)       الطريـق إلى التــراث. 18)       الكلـم الطيب: فتـاوى عصريــة. 19)     الديـن والحيـاة: فتـاوى معاصــرة. 20)            الجهــاد في الإســلام. 21)        شرح تعـريف القيـاس. 22)      البيــان لمـا يشغل الأذهـان؛ 100 فتـوى (تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية). 23) المـرأة في الحضارة الإسلامية بين نصوص الشرع وتراث الفقه والواقع المعيش. 24) المرأة بين إنصاف الإسلام وشبهات الآخر. 25)         سمــات العصر .. رؤية مهتــم. 26) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى العالمين. 27)  الفتـوى ودار الإفتــاء المصريــة. 28)   فتـاوى الإمام محمد عبده (اعتنى به وقدم لـه). 29)           حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين (بالاشتراك). 30)  قضيـة تجديــد أصـول الفقــه. 31)       التجربة المصرية. 32)            البيئة والحفاظ عليها من منظور إسلامي (تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية). 33)      فتاوى النســاء. 34)     فتـاوى البيت المسلـم. 35) البيان لما يشغل الأذهان.. 100 فتوى (الجزء الثانـي). 36)   الكلم الطيب فتاوى عصرية (الجزء الثانـي). 37)            الفتاوى العصرية لمفتي الديار المصرية. 38)     الكامن في الحضارة الإسلامية. 39) سلسلة الخطب النورانية الوحي – القرآن. 40)    السلسلة النورانية؛ خطب الجمعة: النبي صلى الله عليه وسلم. 41)      السلسلة النورانية؛ خطب الجمعة: التربية والسلوك. 42)  سبيل المبتدئين في شرح البدايات من منازل السائرين. 43) السلسلة النورانية؛ خطب الجمعة: الدعاء والذكر. 44)     السلسلة النورانية؛ خطب الجمعة: الوحي القرآن الكريم. 45)            الطريق إلى الله. 46)     مصادر المنهجية الإسلامية. 47)           المصطلح الأصولي ومشكلة المفاهيم. 48)         الحج والعمرة: أسرار وأحكام. 49) خطوات الخروج من المعاصي. 50)         الفتاوى الرمضانية. 51)            مجالس الصالحين الرمضانية. 52)            تيسير النهج في شرح مناسك الحج. 53) قضايا المرأة في الفقه الإسلامي. 54)     صناعة الإفتــاء. 55)      النبراس في تفسير القرآن الكريم (الجزء الأول) • وغيرهــا. الإشراف على موسوعـات 1)           الموسوعة الإسلاميـة العامة .. صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 2)        الموسوعة القرآنية المتخصصة .. صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 3)     موسوعة علوم الحديث .. صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 4)        موسوعة أعلام الفكر الإسلامي .. صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 5)          موسوعة الحضارة الإسلامية .. صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 6)     موسوعة فتاوى ابن تيمية في المعاملات الإسلامية. 7)    موسوعة فتاوى المعاملات المالية للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية (18 جزءًا). 8)  موسوعة الإدارة العربية الإسلامية. 9)   موسوعة الاقتصاد الإسلامي في المصارف والنقود والأسواق المالية. 10)    بناء المفاهيم: دراسة معرفية ونماذج تطبيقية. 11)          مكنز علوم الوقف. 12)      برنامج التربية الأخلاقية في السنة النبوية. 13)   ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الفرنسية. 14)  معجم مصطلحات أصول الفقه. -         وغيرهــا. الأبحـاث والمقالات    : 1)      الوقـف فقهًا وواقعًا. 2) الرقابة الشرعية: مشكلاتها وطرق تطويرها (بحث مقدم للمؤتمر الرابع لعلماء الهند). 3)      الزكاة (بحث مقدم لمؤتمر علمـاء الهند الخامـس). 4)            حقوق الإنسان من خلال حقوق الأكوان في الإسلام (بحث لمؤسسة نايف). 5)       النموذج المعرفي الإسلامي (بحث مقدم لندوة المنهجية بالأردن). 6)           الإمـام محمد عبـده مفتيــا. 7)     التسامـح الإسلامــي. 8) الإسلام بين أعدائه وأدعيائــه. 9)   الإسلام يتفق ولا يصطدم ومبادئ السلام والعدل الدوليين. 10)     النفس ومراتبهــا. 11)   اقتراح عقد تمويل من خلال تكييف العملة الورقية كالفلوس في الفقه الإسلامي. 12)            ضوابـط التجديد الفقهــي. 13)   الكثير من المقالات الصحافيـة بالصحافة المصرية والعربية والعالمية. 14)   العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية المصرية والعربية والعالمية. 15)      العديد من المحاضرات العلمية في أكثر من 30 دولة. 16)          خطب جمعـة مطبوعـة في مجلد ومترجمـة إلى الإنجليزيــة. -   وغيرهــا كثيــر. تحقيق كتـب    : 1- رياض الصالحين للإمام النووي، دار الكتب اللبنانـي. 2- بيان المختصر، وهو شرح مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه. 3- جوهـرة التوحيد للباجوري، دار السلام. 4- شرح ألفية السيرة للأجهوري، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 5- الفروق للقرافي، دار الســلام. 6- رسائل ابن نجيم الاقتصادية والمسماة الرسائل الزينية في مذهب الحنفية. 7- المقارنات التشريعية، لمخلوف المنياوي (مجلدان طبعة دار السلام). 8- المقارنات التشريعية، لعبد الله حسين التيدي (4 مجلدات دار السلام). 9- التجريد، للقدوري الحنفي (مجلدان دار السلام). 10- الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية لمحمد قدري باشا (دار السلام). 11- قانون العدل والإنصاف في القضاء على مشكلات الأوقاف لمحمد قدري باشا (دار السلام). 12- ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام لأبي عبد الله محمد بن زنكي الأسفراييني (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية). 13- الأموال لأبي جعفر أحمد بن نصر الداوودي (دار السلام). 14- جلاء القلوب من الأصداء الغينية ببيان إحاطته عليه السلام بالعلوم الكونية. -         وغيــرها. المشاركـة في تحرير مجلات علميـــــة           : مجلـة الاقتصــاد الإسلامي بمركز صـالح كامـل. مجلـة رابطـة الجامعـات العربية (الشريعة) الصادرة عن جامعة الأزهر. مجلـة المسلـم المعاصــر. مجلـة التجديــد. مجلـة إسلاميــة المعرفــة. مجلـة كليـة الدراسـات الإسلاميـة والعربيــة. الإشراف على مشاريع علمية: •   إدخال كتب السنة بالكمبيوتر، وعمل برامج الاسترجاع، وطباعة الكتب السبعة بجمعية المكنز الإسلامي (في 19 مجلدًا). •       مشروع الاقتصاد الإسلامي (38 جزءًا)، طبع بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة. •            مشروع العلاقات الدولية (12 جزءًا) نفس الناشر. • إعداد معايير تقويم أداء البنوك الإسلامية. نفس الناشر. •            مشروع التراث الاقتصادي الإسلامي (125 مجلدًا) مركز الدراسات الفقهية. •     إعداد مكنـز الاقتصـاد الإسلامــي. •            إعداد مدخل الاقتصاد الإسلامي بمركز صالح عبد الله كامـل. • الاشتراك في إعداد دراسة (3 مجلدات) لفتاوى شركة الراجحي المصرفيــة. - وغيرهــا. المؤتمــــــــرات        : حضــر العديد من المؤتمـرات العلمية (نحو مائة مؤتمر)، وقدم بها أبحاثا في العديد من دول العالم. مثل فضيلة الإمام الأكبر/ الشيخ جاد الحق شيخ الجامع الأزهر الأسبق في عدة لقاءات دولية. شارك في لجان مجمع البحوث الإسلامية بتقويم مؤتمر السكان بالقاهرة، ومؤتمر المرأة ببكين. ساهم في دراسة وثيقة CEDAW مع الهيئة الإسلامية العالمية للدعوة والإغاثة.

Sunday, June 12, 2011

الدكتور أسامة السيد الأزهر, من نجمة الشباب الأزهريين العلماء الفضلاء

سيرة ذاتية
قال الشيخ حفظه الله في كتابه أسانيد المصريين:  الفقير إلى رحمة مولاه القدير: أسامة بن السيد بن محمود بن محمد بن سعد بن نعمان الأزهري الشافعي، كاتب هذه السطور.
ولدت في ثغر الإسكندرية بعد مغرب الجمعة 19 رجب سنة 1396 هـ، الموافق 16 يوليو 1976م، وقد قضيت في الإسكندرية سنواتٍ في مقتبل العمر، ثم رجع والدي إلى موطن الأهل والعشيرة في سوهاج من صعيد مصر.
ونشأتُ في كنفِ أبي، وقد عُرِف هو وآباؤه بالصلاح والفضل، ووعيتُ الدنيا على صلواته وأذكاره، وقد كان حافظًا لكتاب الله تعالى، محبًا للصالحين، يُحْيِي ليله بتلاوة القرآن، كأني به ما أكل حرامًا قط، مع سخاء النفس، ومحبة البذل والعطاء، فاعتني بأن أحفظ القرآن الكريم، وأن أتعلم في الأزهر الشريف المعمور، وإنْ يكنْ من شيء من الخير في ديني ودنياي فمن فيض دعواته.
ثم إني ما كنت لأذكر نفسي في هذا الكتاب، بجوار من ذكروا فيه من الأئمة والأكابر، إلا رجاء التشرف بالذكر معهم على وجه الخدمة لهم، وإلا فأين الثرى من الثريا، ولقد والله ترددتُ كثيرًا في كتابة هذه السطور، واستشرتُ أهل الفضل في ذلك، لشدة تصاغر نفسي عندي، ولكن هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وإذا استحكمت المرافقة تعذرت المفارقة، وقد أمرنا الله تعالى أن نكون مع الصادقين، وقد سلك الأكابرُ هذا المسلك، فترجم الحافظ ابن حجر لنفسه في كتابه: «رفع الإصر»، وترجم الحافظ السخاويُّ لنفسه في كتابه: «الضوء اللامع»، وترجم الحافظ السيوطيُّ لنفسه في كتابه: «حسن المحاضرة»، وترجم ياقوت الحموي لنفسه في كتابه: «معجم الأدباء»، وترجم الشوكانيُّ لنفسه في كتابه: «البدر الطالع»، سوى من أفرد لترجمة نفسه كتابًا مفردًا.
ثم إنه ليس من شرطي في كتابي هذا إلا أن أورد أهل الإسناد من المصريين، مع غض الطرف عما سوى ذلك، والفقير على ذلك الشرط.
فصل
أما شيوخي في الدراية فقد لزمتُ في صباي الشيخ الصالح محمد إسماعيل وقَّاد الشندويلي، وكان رجلا صالحًا معمرًا، قارب التسعين من العمر أو جاوزها، يحفظ «حاشية الصفتي على العشماوية»، ويلم بـ«الشرح الصغير» لسيدي أحمد الدردير، فانتفعت به وبصلاحه، وحفظت من لسانه فوائد ومسائل من تلك الحاشية، وكان هو قد لزم العلامة الشيخ علي عتمان-بالتاء المثناة الفوقية-، الملقب في تلك النواحي بـ: «مالك الصغير»، وهو الذي لقنه حاشية الصفتي مسألة مسألة، وقد انتفعت بالشيخ المذكور، وبصلاحه وبركته وفضله.
وانتفعتُ بشيخي، وشيخ مشايخي، العلامة الجليل الشيخ محمود حمدي الأزهري وكيل المنطقة الأزهرية، وقد كان عالمًا أزهريًّا جليلا، مفسرًا نحويًّا، يحفظ ألفية ابن مالك ويسردها رغم تقدم عمره، وكنت ربما لقيته وفي يدي نسختي من الألفية أتحفَّظُها، فسألني مرةً: ما هذا الكتاب؟ فقلت: «ألفية ابن مالك»، فقال: اقرأ، فقرأت منها حظًّا، فقال: «كم وددتُ لو قبلت فمك لعذوبة العربية فيه، وإني لأتوقع أن تكون شمسًا من شموس الدعوة في مصر».
ولزمتُ شيخنا العلامة المحدث النحوي الورع الشيخ أحمد محرم الشيخ ناجي، فقرأت عليه قطعةً صالحةً من: «شرح ابن عقيل على الألفية»، ومن: «حاشية العطار على متن الأزهرية»، ومن: «صحيح البخاري»، وكتاب: «تأنيب الخطيب» للكوثري كاملا، وقطعة من «التنكيل» للمعلمي، وقرأت على الشيخ من مؤلفاته، لاسيما من كتابه المسمى: «وقفات مفيدة، أمام توجيهات نبوية سديدة»، ومن كتب أخرى كثيرة، وقطعة صالحة من: «عمدة القاري» للبدر العيني، ومن: «فتح الباري» لابن حجر، ومن: «تفسير أبي السعود»، وكنتُ ربما قرأت للشيخ ما يرغب هو في مطالعته، فسردت على مسمعه كتبًا كاملة.
ولزمت شيخنا العلامة الأصولي الشيخ أحمد عبد العزيز السيد الإسنوي، فقرأت عليه كتاب: «قرة العين، بشرح ورقات إمام الحرمين» للحطاب الرعيني، وقرأت قطعة صالحة من: «لمع أبي إسحاق الشيرازي»، ومن كتاب: «الزبدة في علم الأصول» تأليفه، ومن باب القياس من كتاب: «نهاية السول» للإسنوي.
ولزمت شيخنا العلامة النحوي الشيخ عبد الصبور أحمد خلف منصور الأزهري، فقرأت عليه متن: «الآجرومية»، ومتن «الأزهرية»، وأكثر «قطر الندى»، ونحو النصف من «اللمع لابن جني»، و«شرح السيوطي على ألفية ابن مالك»، وقطعة من «تفسير النسفي».
ولزمتُ العلامةَ المعقولي الشيخ فوزي عرفة جاد، مستشار العلوم الفلسفية بمنطقة أسيوط الأزهرية، فقرأت عليه: «متن الشمسية» في علم المنطق، وقطعة من شرح «السلم»، وكتابًا له في علم الوضع، و«منظومة ابن سينا» في المنطق وغير ذلك.
ولزمتُ العلامة الفقيه الأصولي النحوي المفسر الجليل محمد هاشم محمود عمر السيوطي الحنفي، فقرأت عليه غالب «صحيح مسلم»، ونصف «الموطأ» رواية محمد بن الحسن، وحضرت عليه في «نسمات الأسحار لابن عابدين»، ثم قرأت عليه من «متن المنار»، و«العقيدة الطحاوية».
ولزمت العلامة المعقولي الشيخ: مصطفى عبد الجواد عمران العدوي، فحضرت عليه قسم التصورات من: «حاشية العطار على الخبيصي»، ومن كتاب: «الاقتصاد، في الاعتقاد» للإمام الغزالي، وقرأت عليه بحوثًا ومواضع كثيرةً من تفسير الفخر الرازي.
ولزمتُ العلامة المحدث السيد محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، فقرأت عليه: «الشمائل المحمدية» للترمذي، و«موطأ مالك»، و«الأربعين النووية»، و«نخبة الفكر»، وألفية التزكية والسلوك المسماة: «رشفات أهل الوصال، ونسمات أهل الكمال» للعلامة عبد الرحمن بلفقيه، ومن: «تفسير ابن جزي» وغير ذلك.
ولزمت العلامة المتكلم الشيخ محمد عبد الفضيل القوصي، فحضرت عليه في مواضع من كتاب: «اللمع»، وكتاب: «رسالة أهل الثغر» كلاهما للإمام الأشعري، وبحوثًا من: «شرح المقاصد» للعلامة السعد، وبحوثًا من: «البرهان» للجويني، وغير ذلك.
ولزمت العلامة المتكلم الشيخ حسن محمود عبد اللطيف الشافعي، فحضرت عليه في كتاب: «تقريب المرام، شرح تهذيب المنطق والكلام».
وحضرت على العلامة محمد عبد الصبور هلال في علم المنطق قِسْمي التصورات والتصديقات، في كتاب من تأليفه.
وحضرت على العلامة المتكلم الفيلسوف الشيخ جميل محمد أبو العلا في علم الكلام، في كتاب من تأليفه.
وحضرت على العلامة المفسر الشيخ مجاهد محمد هريدي في قطعة من تفسير أبي السعود، وقطعة من كشاف الزمخشري، مع مواضع من تفسير القرطبي ومن مناهل العرفان، وغيرها.
وحضرت على العلامة الجليل الشيخ إبراهيم محمد عبد الله الخولي في مواضع من كتاب: «الوسيلة الأدبية» للحسين المرصفي، ومن كتاب: «النهاية في غريب الحديث والأثر» لابن الأثير، ومن كتاب: «إعجاز القرآن» للباقلاني، وغيرها.
وحضرت على العلامة الشيخ محمد محمود أحمد بكار في كتاب «تدريب الراوي» للسيوطي كاملا، مدة سنتين كاملتين، مع مطالعة بحوث من «فتح المغيث» للحافظ السخاوي، ومن «توجيه النظر» لطاهر الجزائري وغيرها.
وقرأت على شيخنا العلامة محمد بن محمد بن مسعود الزليتني الفرشوطي منظومته: (تمام المنة، في بيان عقيدة أهل السنة)، وله عليها شرح اسمه: (عرف الجنة).
وقرأت على العلامة المعمر الفرضي الشيخ شحاته سليم بُقَّة من كتاب «فتح القريب المجيب»، وقرأت عليه في علم المواريث.
ولزمتُ سماحةَ شيخنا الإمام العلامة الجليل الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية في قطعة من «صحيحي البخاري ومسلم»، وحضرتُ عليه «سنن أبي داود»، و«سنن الترمذي»، و«موطأ مالك»، وقطعة من «سنن النسائي»، وقرأت عليه قطعة صالحة من «سنن الدارمي»، و«لمع أبي إسحاق»، وحضرت عليه في كتاب «غاية الوصول» لشيخ الإسلام زكريا، وحضرت عليه: «فتح القريب المجيب» لابن قاسم، وغير ذلك كثير.
ولزمتُ شيخنا العلامة المحدث أحمد معبد عبد الكريم الفيومي الأزهري، فقرأت عليه بعض الأجزاء الحديثية، وطالت صحبتي له، ولا أحصي مقدار ما انفتح من بحوث الحديث والرجال والعلل في مجالس خاصة، فكان في ذلك بحرًا يتدفق.
إلى غير ذلك من المقروءات التي أتمها الله تعالى لي بفضله، أو ما زلت أتابع قراءته مع أشياخي y وجزاهم خيرًا، ولا سيما في مطولات كتب الحديث الشريف وغيره، والعلوم أرزاق، يأخذ منها كلُّ عبدٍ ما قُسِمَ له.
وممن عرفتهم وانتفعت بهم: العلامة الجليل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ترددت عليه كثيرًا، وسألته وانتفعت به، والعلامة الفيلسوف الدكتور طه عبد الرحمن، والعلامة الفقيه عبد الله بن بيه، والعلامة الفقيه سالم بن عبد الله بن عمر الشاطري، والعلامة المحدث أحمد محمد نور سيف، والعلامة المحدث حمزة عبد الله المليباري، والعلامة السيد محمد عجاج الخطيب الحسني، والعلامة نور الدين عتر، والعلامة محمد بن ناصر السلامي مفتي تونس، والعلامة بركات دويدار، والعلامة عبد العزيز سيف النصر، والعلامة محمود أمين مكي، والعلامة المحدث محمد محمد عوامة، والعلامة الشيخ مصطفى اليدّاك، والعلامة المحدث الشيخ زهير بن ناصر الناصر الحلبي، والعلامة الفقيه أحمد عبد العزيز حداد، والعلامة الشيخ عبد الفتاح بركة، وقد ترددت على المذكورين كثيرا، وجالستهم، وسمعت من فوائدهم، وغيرهم كثيرٌ جدًا من العلماء الأجلاء جزاهم الله خيرا.
وأما شيوخيفي الرواية فإني قد رويت عن المشارقة والمغاربة، فمنهم من لقيته، ومنهم من كاتبته، واجتهدت في ذلك برهة من الزمن ثم انصرفت عنه إلى المقصود من العلم وهو الدراية، وأنا أتمثل في ذلك مسلك الأئمة من السابقين، كما أنني استجزت من أناس من طبقات مختلفات في السن والعلم والرواية، وقد نقل ابن الصلاح رحمه الله في المقدمة قول وكيع بن الجراح: (لا ينبل الرجل من أصحاب الحديث حتى يكتب عمن هو فوقه، ومن هو مثله، ومن هو دونه).
وهذا ذكر أسماء بعض شيوخي في الرواية، وقد رتبتهم على حروف المعجم: إبراهيم بن صالح الحسيني النيجيري مفتي نيجيريا، إبراهيم بن عبد الله الخليفة الأحسائي، إبراهيم بن محمد بن الصديق الغماري، أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن حسين الحبشي، أحمد جابر جبران الشافعي، أحمد بن عبد الرزاق الرقيحي الصنعاني، أحمد بن عبد السلام بن أحمد السوداني، أحمد بن علوي الحبشي، أحمد علي بن محمد يوسف السورتي، أحمد مختار بن عثمان رمزي الكردي، أحمد بن محمد نور سيف المهيري، أحمد بن معبد بن عبد الكريم الفيومي الأزهري، أكرم عبد الوهاب محمد أمين الموصلي، أبو محمد باوا مسليار الويلتوري القادري الهندي، التهامي بن محمد بن محمد الوزاني التجاني، جعفر بن محمد بن حسين السقاف، جمال بن فاروق الدقاق الحسني، حامد أحمد أكرم الخوقندي المدني، حبيب الله قربان علي المظاهري، الحسن بن محمد بن الصديق الغماري، حسين بن السيد أحمد البدوي بن صالح بن علوي جمل الليل، حسين أحمد عسيران، حسين بن محمد بن هادي السقاف، حمزة بن عبد الله المليباري، رفعت فوزي عبد المطلب، زين بن إبراهيم بن سميط، محمد زكريا البخاري المدني، سعد سعد رزق جاويش، سالم بن عبد الله بن عمر الشاطري، صبحي البدري السامرائي الحسيني، ضياء الدين بن محمد نجم الدين الكردي، عبد الحكيم محمد الأنيس، عبد السلام محمد محمد حبوس الشرقاوي، عبد الغني بن محمد علي الدقر الدمشقي، عبد الفتاح بن حسين إسماعيل راوة المكي، عبد القادر بن أحمد بن عبد الرحمن السقاف، عبد الله بن أحمد بن محسن الناخبي، عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل آل عقيل الحنبلي، عبد الله بن عبد القادر التليدي الحسني، عبد الله بن محمد المشري الشنقيطي، عبد الله بن محمد بن علي بن محمد ابن الإمام عيدروس بن عمر الحبشي، علي بن جمعة بن محمد الأزهري الشافعي مفتي الديار المصرية، علي أحمد السنديلوي اللاهوري، علي بن محمد توفيق النحاس، كمال الدين بن محمد العزيز جعيط مفتي الديار التونسية، مالك بن العربي السنوسي، محمد أبو الهدى بن إبراهيم اليعقوبي، محمد إبراهيم حلمي القادري، محمد بن إبراهيم بن عبد الباعث الكتاني، محمد بن أبي بكر بن أحمد بن حسين الحبشي، محمد أمين سراج الحنفي، محمد عبد الرحيم بن جاد بن السيد بن بدر الدين الحسيني، محمد درويش الخطيب الحلبي، محمد بن سعد بن بدران الدمياطي، محمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد البيض باعلوي، محمد بن عبد الرحمن با شيخ، محمد عبد الحكيم شرف القادري، محمد بن علي عجلان الصنعاني، محمد الفاتح بن محمد المكي بن محمد بن جعفر الكتاني، محمد مطيع الحافظ الدمشقي، محمد نمر بن عبد الفتاح الخطيب الحيفاوي ثم المدني، محمد عبده سليمان الأهدل، محمد بن علوي بن عباس المالكي، محمد بن هاشم بن محمود بن عمر السيوطي الحنفي، محمد فوزي فيض الله الحلبي، محمد سعيد الكحيل الحمصي، محمود بن أحمد الزين الحلبي، مصطفى أبو سليمان الندوي المنصوري، نافع بن العربي السنوسي، محمد نبيه بن نجيب سالم الحلبي، وهبي سليمان غاوجي الألباني، يسري بن رشدي بن السيد الصديقي الشافعي، يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي، يوسف بن عبد الله القرضاوي، وغيرهم كثير.
وقد ذَكَرنِي العلامةُ الشيخ محمد عبد الحكيم شرف القادري في ثبته: (الجواهر الغالية) ضمن شيوخه في الرواية، فقد تدبجتُ معه، وذكرني الشيخ أسامة السيد عبيد التيدي في ثبته: (حلية الجيد)، وترجم لي صديقُنا البحاثة المسند المؤرخ بشار بن يوسف الحادي في ثبته المسمى: (الإقليد، في تحرير الأسانيد)، وترجم لي تلميذُنا محمد حياة حسني جينتنج بن محمد حياة اللنكاتي الأزهري الأندونوسي في ثبته المسمى: (معجم الشيوخ).
ثم تبقى من بعد ذلك مُجْرَياتُ الحياة، وأحداثُها ومواقفُها، وما اتفق فيها من العجائب، وما تحصل في مُدَّة العمر مع كثرة السفر والرحيل من الغرائب، وما تراكم من الفوائد من لقاء الشيوخ، ومداخلة العلماء من المشارقة والمغاربة، إلى غير ذلك مما لا تحيط به هذه العجالة، كل ذلك على رغم قصر المدة، وحداثة السن، ولله تعالى الحمد والمنة على سوابغ نعمه.
ولا يستوقفني في كل ذلك إلا ما عهدتُه، وشهدتُه، وتعودتُه من لطف المولى سبحانه، فله الحمد والمنة على سوابغ مننه، وكريم عطائه، ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه، فمن ذلك أنني رأيت في ليلتي هذه فيما يرى النائمُ أنني في بضعة نفر، ويقف معنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ونحن حوله جلوس، فكان مما ذكره لنا أن النبيَّ r شرب مرةً من كوب، ثم ناوله إياه، فشرب هو من الموضع الذي شرب منه النبي r، وكان بين يدي ابن عباس وهو يحدثنا بذلك كوب يشرب منه، فناولني إياه وهو يشير لي إلى الموضع الذي شرب منه، فشربت منه بفضل الله تعالى، وقد خصني ابن عباس رضي الله عنه بذلك من بين الحاضرين، فلله الحمدُ والمنةُ على واسعِ جوده وفضله، وقد روى البخاريُّ أنه r قال: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات)، وقد أَوْلَمْتُ يومها لشدةِ ما نازلني من السرور والشكر للمولى سبحانه على هذه النعمة.
فصل
وقد منَّ الله تعالى على عبده الفقير بعددٍمن المؤلفات، منها كتاب: (إحياء علوم الحديث) طبع، وكتاب: (أسانيد المصريين، جمهرة في المتأخرين من علماء مصر، ومناهجهم، وبيان سلاسل أسانيدهم، وذكر أسانيدنا إليهم) وهو ذا بين يديك، وكتاب: (المدخل إلى أصول التفسير)، وكتاب: (الإمعان، في محاور سور القرآن)، وكتاب: (العلاقة بين الفقه وأصوله)، وكتاب: (الذين ترجموا لأنفسهم)، ورسالة اسمها: (الأُسَرُ العِلْمية)، وكتاب: (عقد الجوهر، والسند الأصح الأشهر، فيما رواه أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر)، وكتاب: (التأصيل لمنهج السلف في الفهم)، وكتاب: (خريطة العلوم الشرعية)، وكتاب: (هداية الأمم، بما في الأربعين النووية من المقاصد والحكم)، وكتاب: (معجم الشيوخ) وهو الثبت الذي ذكرت فيه شيوخي في الرواية، وقد طبع في ماليزيا، وجمعت كتابًا آخر أوسع منه في الغرض نفسه اسمه: (الروض النضير، في معجم الشيوخ الكبير) يخرج في مجلدين، و(من لقب بمسند الدنيا، ومعنى ذلك اللقب)، و(الحدائق في المسائل المنثورة)، و(المقتطف، من فوائد الحواشي)، و(الطِّيبُ العَنْبَرِي، في طرق حديث: «ما بين قبري ومنبري»)، و(جزء حديثي حافل في طرق حديث: «أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا»)، و(إرشاد المستفيد، إلى أن الغريق منه شهيد ومنه غير شهيد)، و(درة المحدثين) وهو نظمٌ حول الكتب الستة ومزاياها وأهم شروحها، ألفته وأنا ابن إحدى وعشرين، وقرأته على شيخنا العلامة أحمد محرم الشيخ ناجي فاستحسنه جدًّا، وقرأت بعضه على شيخ مشايخنا العلامة الشيخ موسى شاهين لاشين فاستحسنه كذلك، وديوان شعر اسمه: (شَدْوُ القيثار، في منثورات الأشعار)، وغير ذلك من التصانيف، والله أسأل أن يستعملنا في مرضاته، وأن يبلغ بنا دينه، وأن يحيينا على طاعته، وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه


Sunday, May 1, 2011

سماحة الشيخ يسرى رشدى بن جبر الحسنى, شيخى المربى فى مصر


الفقير إلى الله يسري رشدي السيد جبر القاهري مولدا ونشأة، الحسني نسبا, السني عقيدة, الشافعي مذهبا الصديقي طريقة, الشاذلي مشربا, الأزهري إجازة. 

 المولد والنشأة
ولدت في 23 / 9 / 1954 بحي روض الفرج بالقاهرة تلقيت التعليم بالمدارس الحكومية حتى التحقت بكلية الطب جامعة القاهرة وتخرجت منها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف ديسمبر 1978م وحصلت على ماجستير الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية من جامعة القاهرة نوفمبر 1983 وحصلت على دكتوراه الجراحة العامة من جامعة القاهرة مايو 1991م وزمالة جمعية الجراحين الدولية في مايو 1992م ثم التحقت بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر 1992م وحصلت على ليسانس الشريعة الإسلامية بتقدير جيد جدا 1997م .

حفظ القرآن الكريم
بدأت حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم أثناء دراستي بكلية الطب على يد فضيلة الشيخ عبد الحكيم بن عبد السلام خاطر ( حاليا ضمن لجنة مراجعة القرآن الكريم بالمدينة المنورة ) وختمته حفظا سنة 1985 وعلى يد الشيخ محمد آدم وختمت على الشيخ محمد بدوي السيد بالسند المتصل إلى حفص الذي قرأ على عاصم ابن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وزر بن حبيش – الأول عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم ، والثاني عن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما – وهم عن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأنام وخاتم المرسلين عن أمين الوحي جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ عن رب العزة سبحانه وتعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه.
  
المشايخ
حضرت على الشيخ الحافظ التيجاني موطأ الإمام مالك من سنة 1976 حتى سنة 1978 ثم انتقل إلى رحمة الله
حضرت على الشيخ محمد نجيب المطيعي صاحب تكملة المجموع بشرح المهذب من سنة 1978 حتى سنة 1981 صحيح البخاري وحاشيتي قليوبي وعميرة على شرح المنهاج في الفقه الشافعي وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي وأجازني بأسانيده في الفقه والحديث.

حضرت على السيد الحجة العارف بالله سيدي عبد الله ابن الصديق الغماري الحسني كتاب الشمائل للترمذي في رمضان في رمضان 1400 – 1980 بمسجد رشدي بالدقي بالإسناد المتصل وأخذت منه الطريقة الصديقية الدرقاوية الشاذلية بالقاهرة في نفس العام وكذلك حضرت عليه في أجزاء من الموطأ للإمام مالك واللمع في علم الأصول بقراءة الشيخ د: علي جمعة عليه واستفدت بصحبته كلما جاء إلى مصر بتوجيهاته ودعواته وفتاويه ومؤلفاته حتى توفاه الله بطنجة في 21 شعبان 1413 هـ 12 / 2/1993 يوم الجمعة.

وتعرفت على فضيلة الشيخ أحمد المرسي من علماء الأزهر الشريف النقشبندي طريقة وكان صديقا لفضيلة الشيخ عبد الله الصديق الغماري وزرته كثيرا واستفدت منه لطائف ومعارف فجزاه الله خيرا ورحمه الله
حضرنا على فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة أستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر وكان تلميذا للسيد عبد الله الصديق الغماري كتاب الورقات للإمام الجويني في علم الأصول وجمع الجوامع بالأزهر الشريف وقراءة صحيحي البخاري ومسلم بالأسانيد المتصلة وأجزاء من سنن أبي داود ومقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث ومغني المحتاج للخطيب الشربيني في الفقه الشافعي ومسائل في الأشباه والنظائر للسيوطي وشرح الخريدة البهية في علم التوحيد للشيخ أحمد الدردير وفتح القريب المجيب لابن قاسم الغزي على متن الغاية والتقريب وحضرنا مع فضيلته على السيد عبد الله الصديق الغماري في كتب اللمع والشمائل ومناقشة مسائل في أصول الفقه وفروع كثيرة في الفقه ومازلت أحضر دروس فضيلته في مسجد السلطان حسن والأزهر الشريف وأجازنا في كتب الحديث والمسانيد وفقه الشافعية ومازلت أحضر له وأستفيد منه فجزاه الله عنا خيرا وبارك الله لنا فيه ونفعنا بعلومه في الدارين.

وحضرت للشيخ اسماعيل صادق العدوي شيخ الجامع الأزهر موطأ الإمام مالك بمسجد سيدي أحمد الدردير بالأزهر وكذا تفسير بعض سور من القرآن الكريم بالمسجد الحسيني بالقاهرة ولازمته عدة سنوات وسافرت معه إلى صعيد مصر لزيارة الصالحين وتعلمت منه حقائق كثيرة في علم التصوف ولمحات ولفتات روحانية عالية ودعا لي كثيرا فجزاه الله عني وعن المسلمين خيرا ورحمه الله رحمة واسعة.

وقرأت النحو وأجزاء من فقه الشافعية على الشيخ كمال العناني مدرس الفقه بكلية الشريعة أثناء دراستي بكلية الشريعة.
وكذلك قرأت الأحوال الشخصية ومواضيع من فقه المعاملات على الشيخ د: نصر فريد واصل مفتي مصر سابقا وذلك أثناء دراستي بكلية الشريعة.

وأجازني فضيلة الأستاذ الإمام محمد زكي إبراهيم الحسيني نسبا الشاذلي طريقة بجميع مروياته في الكتب الستة ومسند الشافعي والأم ومسند أبي حنيفة وسنن البيهقي ومعاجم الطبراني الثلاثة وابن عبد البر وعبد الرزاق وموطأ مالك ومصنفات القاضي عياض والإمام النووي والحاكم والشوكاني والديلمي وابن عابدين وابن قدامة وابن رجب وابن السني والصنعاني والنبهاني والشعراني وابن القيم والسنوسي الكبير والعيدروس وغيرهم وذلك في رمضان 1418 يناير 1998.

التقيت بمكة بالسيد محمد بن علوي المالكي الحسني بمنزله عدة مرات وأجازني في مؤلفاته فجزاه الله عني وعن المسلمين خيرا.

أجازني مسند الإسكندرية الشيخ الفاضل الأستاذ محمد إبراهيم عبد الباعث الحسيني الكتاني بمروياته والتقيت به كثيرا وما زلنا على اتصال وكان والده رحمه الله من أصدقاء وأحباب السيد عبد الله الصديق الغماري.

حضرت شرح الآجرومية في علم النحو وكذلك ألفية ابن مالك وأجزاء من إعراب القرآن الكريم وعلم العروض على فضيلة الأستاذ محمد حسن عثمان أستاذ اللغويات بالأزهر الشريف.

والتقيت وسافرت مع فضيلة الشيخ الحبيب علي الجفري الحسيني وتبادلنا الإجازات والدعوات واستفدت كثيرا بصحبته ومازلنا على اتصال.

وحضرت دروس العقيدة مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد ربيع الجوهري أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين بالقاهرة.
بالإضافة إلى مشايخنا وأساتذتنا بالأزهر الشريف أثناء فترة دراستي بكلية الشريعة.

ما ألقاه من دروس وتم تسجيلها
شرح كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمنيل الخميس أسبوعيا (تم).
شرح كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي بمسجد الشريف بالروضة الثلاثاء أسبوعيا (تم).
شرح الحكم العطائية في تراويح رمضان على مدى عدة سنوات.
شرح الرسالة القشيرية بالأزهر الشريف صباح يوم السبت أسبوعيا.
شرح صحيح البخاري بمسجد الأشراف بالمقطم الثلاثاء أسبوعيا.
شرح صحيح مسلم بشرح النووي يوميا بعد الفجر بمسجد الأشراف.
شرح كتاب حاشية البيجوري على ابن قاسم الغزي في فقه السادة الشافعية يوم السبت أسبوعيا بمسجد الأشراف.
شرح كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ليلة العيد (تم).
شرح جزء من كتاب رياض الصالحين بمسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر.
الشرح الثاني للشفا للقاضي عياض بمسجد أبي بكر الصديق بالمقطم الأربعاء أسبوعيا

.

وصية علماء الأزهر الشريف

  : 
- الدكتور علي جمعة يلمح إلى أن 20 إبريل هو يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ويشدد على أن منهج الأزهر هو منهج الحب والرحمة
- الشيخ الكتاني يسأل.. ماذا ورث السلف من أخلاق السلف؟

اختتم فضيلة العلامة الشيخ أسامة السيد الأزهري مجلس الشمائل المحمدية أمس الأربعاء في رحاب الأزهر الشريف وبرعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبحضور سماحة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، والعلامة المحدث الشيخ محمد عبد الباعث الكتاني والعلامة المحدث الشيخ محمد زكي الدين أبو القاسم والعلامة الدكتور طه الدسوقي حبيشي والعلامة الدكتور سعد جاويش والعلامة الدكتور حسن الشافعي والعلامة الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب والعلامة الدكتور جمال فاروق والعلامة الدكتور يسري رشدي السيد جبر.
وقد انعقد مجلس ختم قراءة كتاب الشمائل المحمدية والخصال المصطفوية للإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، حيث جرت عادة الأقدمين من الحفاظ والمحدثين على أن يعقدوا المجالس المشهودة لقراءة كتب السنة المطهرة ثم أن يكون مجلس الختم مجلسا خاصا حافلا بالعلماء يدعى إليه الأعيان ويسرد فيه المجلس الأخير من الكتاب قراءة ثم تقع الإجازة بالأساليب المتصلة من السادة العلماء الحضور للحاضرين بالكتاب وبسائر مروياتهم، ولقد انعقد هذا المجلس لهذا المقصد الشريف إلا أنه أضيف إليه مقصد آخر وهو الالتفاف والنصرة والاحتواء والمبايعة لعالم جليل من كبار علماء الأمة الشيخ حسن الشافعي المتكلم المتبحر الفيلسوف واللغوي المتمكن فكان هذا المجلس جامعاً لهذين المقصدين
وقد ألمح المفتي إلى مناسبة أخرى جليلة وهي أن اليوم الأربعاء الموافق 20 ابريل هو اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالتاريخ الميلادي، فكان من جميل التوفيق أن ينعقد مجلس ختم كتاب الشمائل المحمدية في هذا اليوم الأغر الذي يوافق مولده صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا أن يكون إيذانا بميلاد علوم الحديث وعلوم السنة النبوية المطهرة وإعادة إحيائها ورفع لوائها في رحاب الجامع الأزهر الشريف معقل العلم وحصن الدين.
وأوضح الشيخ أسامة الأزهري أن أكابر علماء الأزهر الشريف كانوا يقرؤون كتاب الشمائل المحمدية وعلى رأسهم  الإمام الشيخ برهان السقا خطيب الجامع الأزهر ومن بعده ولده الإمام العلامة محمد إمام السقا في شهر رمضان من كل سنة، فهذا المجلس يمت بأعرق نسب إلى أكابر العلماء الذين أقرءوا كتاب الشمائل ودرج خطوهم الشريف في الجامع الأزهر
وقد افتتح المجلس بآيات مباركة من القرآن الكريم بتلاوة الشيخ الدكتور ناصر أبو عامر الأزهري، قام الشيخ أسامة السيد الأزهري بعدها بقراءة المجلس الأخير - مجلس الختم - من كتاب الشمائل للإمام الترمذي، ثم تبعته كلمة للإمام العلامة الشيخ حسن الشافعي والتي أوضح فيها تشجيع الإسلام وإرشاده وتشجيعه على طلب علم النبي صلى الله عليه وسلم من خلال قول الله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:122] حيث كان طلب العلم ممزوجا بالنفر وهو الرحلة والخروج والسفر إلى الجهاد والعلم ثم استقل كل منهما عن الآخر فالنفر في طلب العلم سنة ماضية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وأتباعهم إلى هذا العصر الذي مازال مربوطا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل قوم يخلق الله في قلوبهم داعية المحبة لعلوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلوم القرآن الكريم.
وأوضح فضيلته أن النفرة الآن تكون لطلب فقه الكتاب وفقه السنة على ما وضعه أئمة الأمة من قواعد الفهم والتأويل والتفسير والبيان لكتاب الله تعالى وسنة رسوله التي صارت علوما ناضجة كأصول الفقه وعلم الفقه بفروعه وعلم أصول الدين وعلم الكلام والعقيدة وغيرها، مضيفاً أن الرحلة وما حض عليه النبي ص من النفر والرحلة والسعي والحرص على طلب علوم الكتاب والسنة يكون بالحرص على تلك القواعد والعلوم المستقرة الناضجة التي بها يفهم الكتاب والسنة، فبعض الناس تزعم أنهم يفهمون الكتاب والسنة بفهم السلف وهذا تعريف فاسد لأنه تعريف الشيء بنفسه والمفروض أن التعريف أوضح من المعرف وأن الشيء لا يعرف بنفسه وإنما يفهم الكتاب والسنة طبقا للعلوم الشرعية المستقرة الناضجة المأخوذة عن أهل القرون الفاضلة كأبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد، فمن كان سلفيا حقا فعليه أن يطلب علومهم وأن يفهم كتاب ربه وسنة نبيه على ما وضعوا من قواعد وما تركت العرب من لغة مستقرة عالية شريفة.
وأشار الشيخ الشافعي أنه من واجب طالب علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا السماع والتلقي الدقيق عن أهل العلم بالسند الموصول ما أمكن ذلك ثم الوعي موضحاً أن الوعي درجتان أولا أن يعي كلمات النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرق منها شيئا، وكما كان يقول أصحابه رضي الله عنهم "سمعت أذني ووعى قلبي"، ثم الوعي الثاني يتفاوت فيه العلماء وهو الفهم والبيان ثم الدعوة ونشر العلم على الأصول وطرق الفهم والتفسير التي وضعها أئمة القرون الفاضلة وليس من يأتي بعد ذلك في قرن سادس أو سابع أو ثامن.
وفي ختام كلمته قدم الشيخ حسن الشافعي إجازته لكل السامعين إجازة عامة في الأسانيد الموصولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حضر المجلس بتواضع شديد من فضيلته.
أما كلمة الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية فقد ألقاها الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني والتي أوضح خلالها  أنه مع وجود التعددية الفكرية والسياسية الحالية التي ما ظهرت هذا الظهور على الساحة إلا لهذه الظروف التي تمر بها بلادنا والتي تذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "يأتي في آخر الزمان قوم، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية" والملفت في الحديث هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره "يظهرون على حين فرقة من الناس" وهذا واقع فلم تعلو أصواتهم إلا على حين فرقة من الناس وهذا ينذر بأن الشر لا يأتي من قبل أعداء وخصوم الإسلام فقط، وإنما يأتي من قبل الأدعياء الذين يزاحمون العلماء بمناكبهم والذين يكفرون العامة بل في بعض الأحيان يكفرون أعيان الأمة، فهؤلاء يمثلون بلاء الأمة فلم يسلم منهم أحد لا من العلماء ولا من أعيان الأمة ولا من رموزها، وإن كانوا يدعون السلفية فماذا ورثوا من أخلاق السلف؟ وماذا ورثوا من أخلاق النبوة؟ وماذا ورثوا من الأدب الذي يتعين في طالب العلم؟ مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"
وأضاف عدم اعتقاده أن تحصيلهم للعلم هو تحصيل مؤصل أو مسدد مشيرا في هذا المقام إلى قاعدة للشيخ  زروق رحمه الله يقول فيها "إن المتكلم في أي فن من فنون العلم إن لم يلحق فرعه بأصله ويحقق أصله من فرعه ويصل معقوله بمنقوله وينسب منقوله لمعادنه ويعرض ما فهم على ما استنبط من طريق أهله فسكوته أولى من كلامه "    
فأين هؤلاء من المناهج العلمية المؤصلة التي ما عرفت إلا من طريق الدراسة في هذه الجامعة العريقة - جامعة الأزهر الشريف – التي تتبنى حماية هذه الشريعة والعقيدة على نهج السلف الصحيح بفهم الأكابر لا بفهم الأصاغر كما ورد في حديث أبي أمية الجمحي "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر" فهم يرون أنهم الفرقة، وإذا قلت لهم ينبغي أن تكونوا مع جماعة المسلمين قالوا أن جماعة المسلمين هم فرقتنا، ظنا منهم أنهم هم حماة الدين وأنهم معاقل التوحيد يخشون على أمة التوحيد من الشرك، موضحا أنهم قد قاموا بنقل بعض المسائل من حيزها والتي كان الخلاف فيها بين الجواز والمنع أو الإباحة والحظر إلى حيز آخر تحت مسمى آخر مثل إقامة الأضرحة في المساجد فبدلا من زيارة الصالحين جعلوها عبادة القبور فلما انتقلت إلى هذا الحيز تحت هذا المسمى أرادوا نقلها إلى الأصول، وبذلك يكون الخلاف فيها دائراً بين الإيمان والشرك، وهذه مسألة في منتهى الخطورة أن نذهب إلى التأول في هذه النصوص، ولا شك أن تكفير المسلم بأمر أو بشبهة تتسع لها الشريعة بتأويلاتها واعتباراتها يعد إلزاما بما لا يلزم، فالمسلم الواعي لا يخفى عليه هذا الأمر ولا تغيب عنه هذه الحقيقة فينبغي أن نعقل.
واختتم الشيخ الكتاني الكلمة كعادة العلماء في مثل هذه المجالس بمنحه الحضور إجازة عامة بكل ما صحت له روايته وثبتت له درايته.
من جانبه أكد مفتي الديار المصرية الإمام العلامة الدكتور علي جمعة أن المسلمين اهتموا بتلك الشمائل لأن حب النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة شأنه من الإيمان والذي يعرف الرسول يجب عليه أن يصدقه ثم أن يفهمه ثم أن يعيش فيه وأن يعيش به وهذا هو الفرق بين المنهج الأزهري ومنهج المتشددين المتنطعين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون" وقال: "من يرغب عن سنتي فليس مني" وقال: "من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة"
وأشار المفتي إلى أن الأزهر وعلمائه عرفوا أنه يجب أن نسلك طريق العلم فتعلموا العلم الشريف وجعلوا طريقه مقيدا بالكتاب والسنة واطلعوا على علوم اللغة العربية ووقفوا عند الحروف والكلمات ودققوا وحققوا وللعبارات رققوا، وكان شيخ الإسلام البرهان الباجوري يقول: "التحقيق فالتدقيق فالترقيق فالتزويق فالتنميق" فلم يقفوا فقط عند المباني بل أيضا وقفوا عند المعاني والعكس وصلح باطنهم وظاهرهم وخالفهم الناس فيمن ذهبوا يتفرقون في سبيل غير سبيل الله فكان ما كان وظل الأزهر شامخا إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين.
وقدم الإمام إجازته للحاضرين قائلاً :"أجيزكم حتى تحملوا الراية جيلا بعد جيل إجازة عامة بكل ما لي فيه الرواية وإجازة بخصوص هذا المجلس الشريف للشمائل الترمذية المحمدية"
وشدد فضيلته على أن منهج الأزهر هو منهج حب قد انبثق عن منهج رحمة ، حيث سمع العلماء رسالة ربهم ورأوا أول شيء بادرهم به وهو {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:1] ، ورأوا أنه سبحانه وتعالى قد وصف نبيه بالرحمة بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، كما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يصف نفسه فيقول: "إنما أنا رحمة مهداه" لذا جعلوا الرحمة منهجهم، وهذا هو الفرق بين المنهج الأزهري والمتشددين، وهذا ما نسميه بمنهج الرحمة الذي انبثق عنه الحب الذي رأيناه في تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من المدائح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن القلوب الرقيقة والدموع التي تنزل عند ذكره عليه الصلاة والسلام، وبين تلك القلوب القاسية والوجوه العابثة فيما يسمى بمنهج العبوث، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يضحك حتى تظهر نواجزه وكان يتبسم حتى قال: "إن التبسم في وجه أخيك صدقة" وكلما نظرنا في وجه كثير من هؤلاء إلا من رحم ربي  نرى أنه إذا أراد أن يتبسم ابتسم ابتسامة سخرية لذا ليس على الله بمستغرب أن يفعل فيهم هذا وأن يوقعهم من ورطة إلى ورطة إلى أن يصرف عنا سوءهم، وقد قرأنا كتبهم فوجدنا أنها شيء يشيب منه الأقرع لا يستوعبه الإنسان متسائلا كيف هذا؟ وموضحا أننا تلقينا أسانيد الرواية وعلوم الدراية وكان أشياخنا يقولون لا ينفع العلم إلا بالأدب، وكانوا يرون أن التزكية جزأ لا يتجزأ من منظومة العلم، أما إذا خلت المعلومات عن تلك المنظومة المتكاملة وعن الأدب فإنها معلومات لا ترقى أبدا إلى مرحلة العلم، مشيرا إلى قول الشاعر:
                 تصدر للتدريس كل مهوس           بـلـيد تسـمى بالفقيـه المدرس
                 فحق لأهل العلم أن يتمثلوا           ببيت قديم شاع في كل مجلس
                 لقد هزلت، حتى بدا من هزالها       كلاها وحتى سامها كل مفلس
وختم فضيلته حديثه بعدة نصائح لطلبة العلم فقال: لا تتكلم قبل أن تتعلم، ولا تتصدر قبل أن تتعلم، فإن من تصدر قبل أن يتعلم كمن تزبب قبل أن يتحصرم، فهذا كلام لا يرضي الله، وكيف تترك الطبيب وتذهب إلى من قرأ مجلة الدكتور، فهل من قرأ مجلة الدكتور يمكن أن يكون جراحا للقلب؟ هذا هو الحال، مؤكداً على أن الأزهر يفتح أبوابه لمن أراد أن يتعلم، ولكن من يأتي الأزهر يأتي متعلما لا متكبرا، فمن تواضع لله رفعه، ولا يقول إني عالم ففوق كل ذي علم عليم.

About Me

My photo
أحمد فخرانى, جاكرتا الاندونيسى مولدا, القدسى والقاهرى نشأة, الأزهرى منهجا, الشافعى مذهبا, السنّى عقيدة, الصدّيقى سلسلة,الدرقاوى اسنادا, الشاذلى طريقة, النبوى وراثة, المحمدى خليفة, الرحمن عبدا, الرحيم رحمة.

Pages