Wednesday, June 22, 2011

رسالة مولانا الشيخ العربى الدرقاوي

"إلى كافة إخواننا في الله السادات الفقراء سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد: يا إخواني فالأمر لله لا لغيره وما شاء كان وما لم يشأن لم يكن فلا يكدركم ما أصابنا ولابد ولابد إذ لم يصبنا إلا ما أصاب ساداتنا الذين هم عند الله أعظم قدرا منا ومن غيرنا وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء رضي الله تعالى عنهم. ولو أصابنا يا إخواني ويا أهل محبتي جميعا ما لم يصبهم لتكدرنا واهتممنا واغتنمنا وتروعنا وخفنا وحيث لم يصبنا إلا ما أصابهم فرحنا وسررنا وانبسطنا وذهب الباس عنا. والله على ما نقول وكيل.

واعلموا رحمكم الله أن لنا من علم سادتنا وهم أشياخنا ما وسع الله به ضيقنا أو شرح الله به صدرنا أو ما قوى الله به ضعفنا أو ما بدل الله به لنا الكدر بالصفاء الكبير.

وأوصيكم كل الوصية أن تثبتوا على السنة المحمدية التي هي الحصن المانع من كل بلية، والتي هي سفينة النجاة ومعدن الأسرار والخيرات، وأن لا تزحزحوا عنها إلى غيرها كل وقت وحين، إلى أن يأتيكم اليقين أي الموت. وأوصيكم كل الوصية أن (تستحضروا) قول الله عز وجل: "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله"، وقوله: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم مثل الذين خلفوا من قبلكم"، "أم حسبتم أن (تدخلوا) الجنة ولما يعلم الله"، "ليس البر أن تولوا وجوهكم" إلى قوله: "أولئك الذين صدقوا، وأولئك المتقون". وأن (تستحضروا) أيضا كلام أهل الطريقة، وهم شيوخنا و(شيوخ) غيرنا رضي الله عنهم ونفعنا وإياكم ببركاتهم دنيا وأخرى. آمين.

وقد قالوا عند تقلبة الأحوال: (يعرف الرجال من الرجال، وعند الامتحان يعز المرء أو يهان) وقالوا: (من أدى شهود الجمال قبل تأذيه بالجلال فارفضه فإنه دجال). وقال صلى الله عليه وسلم لرجل من الصحابة والله أعلم: (هل استويت؟) قال: (وكيف أستوي يا رسول الله؟) قال: (يستوي عندك العطاء والمنع والعز والذل الغنا والفقر والحياة والموت والعلو والدنو). وهكذا قلت. والصوفي يا إخواني حقيقة من لا يستوحش من فقد شيء من الأشياء جليلا أم حقيرا. فهذا قولنا لا قول غيرنا، واسمعوا جواب ولي الله تعالى سيدي محمد بزيان نفعنا الله ببركاته لمن قال له: (الله يخلف الإبل). قال رضي الله عنه: (الحمد لله ما ذهبت لنا ظهر ولا عصر) والذي قال أيضا لمن قاله له: (السلطان امتحن سيدي فلانا وسيدي فلانا وأخذ متاعهما أما تخاف منه؟) قال: (إنما الخشية من الله، الماء والقبلة لا يقدر أحد على نزعهما، والباقي متروك لمن طلبه) إلى غير هذا مما لأهل اليقين الكبير رضي الله عنهم ونفعنا وإياكم ببركاتهم ونؤكد عليكم ألا تهملوا الصدقة كل يوم وكل ليلة ولو بشق ثمرة، وكذلك الدعاء إذ هو (منح) العبادة. وفي القرآن العظيم: "قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم" .

وأوصيكم أن تدهبوا حيث شئتم أي كل واحد يذهب إلى مكانه ولابد ولابد ونحن في يد الله، وهو لا يفعل بنا وبكم وسائر عباده إلا خيرا. والسلام. وكتبه العربي بن أحمد الشريف الدرقاوي كان الله له آمين.

No comments:

Post a Comment

Blog Archive

About Me

My photo
أحمد فخرانى, جاكرتا الاندونيسى مولدا, القدسى والقاهرى نشأة, الأزهرى منهجا, الشافعى مذهبا, السنّى عقيدة, الصدّيقى سلسلة,الدرقاوى اسنادا, الشاذلى طريقة, النبوى وراثة, المحمدى خليفة, الرحمن عبدا, الرحيم رحمة.

Pages