الإحياء الكبير لمعالم المنهج الأزهري المنير
لسيدي الشيخ العلامة أسامة السيد محمود الأزهري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام علي سيدنا محمد ,المخصوص بجوامع الكلم ,و مجامع الحكم , سيد الأولين والأخرين ,وخاتم النبيين والمرسلين , ورحمة الله تعالي للعاملين , اللهم صل وسلم وبارك عليه , وعلي آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد ...
فقد قامت بحمل أمانة هذا الدين عدة مدارس , كتب الله تعالي لها القبول , وتلقتها الأمة بالإقرار , حتي قامت تلك المدارس بخدمه دين الله تعالي وتعليمه قرونا طويلة , فصارت تلك المدارس عيونا ترى بها الأمة المحمدية الأحداث و المناهج , و تصدر الأمة من خلالها الرأي فيما يقبل و يرد .
و كان علي رأس تلك المدارس : ( الجامع الأزهر الشريف ), رفع الله تعالي مناره و أعلي مقداره , فقد أمد الأمة علي مدي قرون بأكابر الأئمة و العلماء , و حفظت لهم المواقف الجليلة , و سرت منه أنوار العلم و المعرفة والهداية إلي الأمة كلها في المشارق و المغارب.
و قد تأملت المنهج الأزهري , من أين ينبع , و مم يتكون , حتي استخرجت من خلال تأمل طبقة أعيانه و علمائه , و علومه و كتبه , و أثره في الناس عبر القرون, عددا من السمات و الخصائص و المكونات , التي كانت بمثابة الروح السارية في نشاط علمائه , وفي مؤلفاتهم و مواقفهم , فأحببت أن أجرد تلك المكونات هنا , حتي يسهل حفظها علي طلبة العلم , و حتي تكون معيارا يفرقون به بين المناهج المستقيمة , و بين غيرها, و علي الله الاعتماد و نسأله سبحانه التوفيق.